شارك المقال
  • تم النسخ

بعد سنوات من التدخلات العسكرية.. فرنسا تواجه صعود المشاعر المعادية في غرب إفريقيا

لطالما كانت فرنسا قوة استعمارية قوية في العديد من البلدان الأفريقية، ولا سيما في منطقة غرب إفريقيا، وعلى الرغم من اعتباره نفسها قوة عسكرية في المنطقة، إلا أن باريس واجهت في السنوات الأخيرة صعودًا كبيرًا في المشاعر المعادية لها في جميع أنحاء المنطقة.

وتزايد الغضب الأفريقي على القوة الاستعمارية السابقة في السنوات الأخيرة. في ظل اعتقادها بأنها قوة عسكرية في المنطقة، وتدخلاتها العسكرية المتكررة في منطقة الساحل المضطربة، حيث تزايدت حدة المشاعر المعادية لفرنسا في جميع أنحاء المنطقة.

وشهدت السنوات الماضية زيادة ملحوظة في الشكاوى والمظاهرات ضد التدخل الفرنسي المستمر في مستعمراتها السابقة، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، ولا سيما في منطقة الساحل.

وتعتبر هذه التظاهرات تعبيراً واضحاً عن رفض الشعوب الأفريقية للدور الذي تلعبه فرنسا في بلدانهم، واعتبارها متدخلة في شؤونهم الداخلية.

ومن الجدير بالذكر أن العديد من الأفارقة يربطون التدخلات الفرنسية في المنطقة بالصراعات والاضطرابات التي تعاني منها هذه البلدان، كما يتهمون فرنسا بالسعي إلى الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة، على حساب سيادة الدول الأفريقية.

وعلى الرغم من أن فرنسا لا تزال لديها قواعد عسكرية في كوت ديفوار والسنغال وغابون وجيبوتي وتشاد، إلا أن المحللين والدبلوماسيين يعتقدون أنه في السنوات الأخيرة، شهدت فرنسا انخفاضًا كبيرًا في نفوذها على مستعمراتها الأفريقية السابقة.

وتبعًا لانسحاب قوة عملية بارخان التي تضم 4500 جندي من مالي في غشت 2022، انسحبت القوات الفرنسية من بوركينا فاسو في فبراير 2023. ثم تبع ذلك انسحاب القوات الفرنسية من النيجر في ديسمبر 2023.

وفي بوركينا فاسو، جاء الانسحاب الفرنسي نتيجة مهلة قصيرة مدتها أربعة أسابيع من قبل الإدارة العسكرية بقيادة الكابتن إبراهيم تراوري. ومنذ صعود تراوري إلى السلطة، تدهورت العلاقات بين البلدين، وتوجهت بوركينا فاسو أكثر فأكثر نحو روسيا للحصول على الدعم، بما في ذلك المساعدات العسكرية ومشروع محطة الطاقة النووية.

وتمثل دخول المرتزقة الروس التابعين لمجموعة فاغنر في المنطقة دليلاً إضافيًا على تزايد نفوذ روسيا في المنطقة.

وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين فرنسا ودول غرب إفريقيا. فهل ستتمكن فرنسا من استعادة ثقة الشعوب الأفريقية؟ أم ستتزايد حدة المعارضة ضدها في السنوات القادمة؟.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي