شارك المقال
  • تم النسخ

بعد سنة على تأسيسها.. هل تسير الـ”MSP” في الطريق الصحيح لتحقيق مبتغاها؟

أحيت حركة صحراويون من أجل السلام، الأربعاء الماضي، الذكرى الأولى على تأسيسها، كبديل سياسي سلمي للخيار المسلح الذي نهجته جبهة البوليساريو الانفصالية، وسط قراءات متباينة لمسار التنظيم السياسي الجديد خلال السنة الأولى من ميلاده، بين مؤكد على أنها تسير في الطريق الصحيح، ومعتبر أن الحركة تتجه نحو الفشل.

وترى الحركة التي أحيت ذكرى تأسيسها الأولى تحت عنوان “حركة صحراويون من أجل السلام، بديل لحل التسوية والسلام بالصحراء الغربية”، أنها نجحت نجاحاً باهراً خلال السنة الأولى على تأسيسها، ولقيت تفاعلاً إيجابياً من طرف مختلف الصحراويين داخل الأراضي المغربية الجنوبية، وفي مخيمات تندوف، وأيضا في البلدان الأوروبية والعالمية.

وقالت الحركة إن إحياء الدكرة يأتي في ظل نجاح “باهر وقبول في التعاطي معها، كما نجحت في تحقيق التفاعل المرجو دوليا خلال السنة الأولى من نوعها، حيث ظهرت الحركة كسابقة في تاريخ الصحراء، باعتبارها لم ترتمي في حضن أحد أطراف القضية أو حلفائهم، فكانت حريصة على التوجه إلى القاعدة الشعبية من ساكنة الإقليم”.

وفي سياق تقييم تجربة الحركة خلال السنة الأولى لها، اعتبر بادي عبد ربو، الرئيس السابق للجنة الإعلام والاتصال بحركة صحراويون من أجل السلام، وأحد الأعضاء الـ 100 المؤسسة، والذي جرى طرده من التنظيم بسبب ما سماه السكرتير الأول الحاج أحمد بريكلا، بـ”السلوك غير المنضبط”، بأن الحركة في الوقت الحالي، لم تعد تربطها أية علاقة بالميثاق التي تأسست عليه.

وأضاف بادي في تصريح لجريدة “بناصا”، أن صحراويون من أجل السلام، “لا علاقة لها لا بقانونها الداخلي، ولا حتى بالأرضية السياسية، ورؤيتها ووضعها في إطار الخارطة الدولية”، منتقداً بشدّةٍ العنوات الذي اختير لندوة إحياء الذكرى الأولى لتأسيس التنظيم، والذي يرى بأنه يحيل على أن الحركة جاءت “كبديل لمسلسل التسوية السلمي، أي بديلاً للأمم المتحدة ككيان رسمي”.

وتساءل بادي: “كيف يمكن أن يقنعوني أن يقنعوا الصحراويين للانخراط معهم بهذا العنوان”، مبرزاً بأن الحركة لم تتمكن من استقطاب الصحراويين، حيث أوضح بأن عدد أتباعها لا يتعدون “120 إلى 150 شخص، علماً أنه يفترض، بناء على ادعاءات أن الشعب ملّ، وإن كانت الحركة من صلبه، أن يكونوا قد نجحوا في استقطاب الآلاف من الأشخاص”.

وفي المقابل، يرى الفاضل ابريكة، عضو قيادي في الحركة، وواحد من الـ 100 المؤسسة، بأن مسار حركة صحراويون من أجل السلام، كان مميزاً، وبأنها تسير في الطريق الصحيح، منبهاً إلى أنها تتبنى خطاباً يهدف إلى إيجاد حل عقلاني وموضوعي وسلمي وعاجل لنزاع الصحراء، وأنها ترى المغرب شريكاً حقيقيا في سبيل التوصل إلى حلّ.

وأوضح ابريكة، في تصريح لجريدة “بناصا”، بأن حركة صحراويون من أجل السلام، “ظهرت بعد وقوفها على عدة مشاكل تعيق مسار التسوية السلمي لقضية الصحراء الغربية، على رأسها وجود تمثيلية فاشلة تقود أهل الصحراء بفكر سلبي أنتج للصحراويين سنوات تراكمت من خلالها المعاناة، وأصبح من الصعب التخلص من اللجوء الأبدي”.

وتابع ابريكة في تصريح لجريدة “بناصا”، بأن صحراويون من أجل السلام ارتأت، “تقديم نفسها كصوت يعوض ذلك الصوت الذي تسبب في المعاناة دون إيجاد حلول وتوافق دولي للحل، بسبب ضبابية الرؤية التي خلفتها مرحلة التسيير والتي استمرت طيلة أربعة عقود”، مردفاً بأن الحركة أسست، لنفسها، قبل سنة على تأسيسها، قاعدة جماهيرية مهمة.

واسترسل ابريكة بأن صحراويون من أجل السلام، “أسست لنفسها شعبية بالإقليم المتنازع عليه، وبمخيمات اللاجئين، وموريتانيا وأوروبا ودول أمريكا اللاتينية، واستمرت على ذلك النحو حتى حلول مؤتمرها التأسيسي، الذي كان جامعا لكافة الأطياف الصحراوية، والتي أظهرت حاجتها لعهد جديد يحمل في طياته آمالا مشرقة لأهل الصحراء”.

وأشار إلى أنه بالرغم من “العديد من المعيقات التي تم رميها بطريق الحركة مثل التخوين والعمالة وغير ذلك، إلا أن الخطاب السياسي الجديد والواقعي لعب دوراً كبيراً في نجاح مسار الحركة، من خلال التفاعل الإيجابي داخليا وخارجياً”، مسترسلاً بأن “الحركة تنهج خطابا يهدف لإيجاد حل عقلاني وموضوعي وسلمي وعاجل لقضية الصحراء الغربية”.

ونبه ابريكة إلى أن الحركة “لا تستثني أي طرف في مشاوراتها من أجل التوافق، شريطة القطيعة مع الماضي، وإعلان عهد جديد يكون فيه أهل الصحراء المستهدفون الحقيقيون للحل، مع الحفاظ على مصالح كافة الأطراف”، مضيفاً بأن صحراويون من أجل السلام، “خاطبت البوليساريو والجزائر وموريتانيا والمغرب، وترى في المملكة المغربية شريكاً حقيقيا من أجل الحل”.

وأردف أن الحركة تعتبر المغرب شريكاً حقيقيا لإيجاد حل، “بحكم سيطرته على الإقليم طيلة خمسة وأربعين سنة، وحقه الشرعي في الحفاظ على مصالحه، وهذا لا يتنافى أبداً مع إيجاد حل”، لأن الحركة، يضيف ابريكة، ترى أن “الاتفاق النهائي سيكون بما يحفظ مصالح المغرب والصحراويين”، حسب تعبيره.

أما المشاكل التي شهدتها الحركة في الفترة الأخيرة، فاعتبر ابريكة، أنها “لا تعدو كونها سوء فهم لقانون منظم للحركة، والذي يسطر طريقة رسم هياكل ولجان الحركة”، متابعاً: “أظن أن الخلافات والصراعات أمر لا يمكن أن تخلو منه أي مؤسسة سياسية، فالحركة تغلبت على كل ذلك بفضل احترامها للقانون الداخلي، وعدم انسياقها وراء عنتريات قبيلة وزبونية كانت سببا حقيقيا ورئيسيا في معاناة أهل الصحراء”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي