Share
  • Link copied

بعد توقيف الأنبوب المغاربي.. مخاوف إسبانية من عجز الجزائر عن تلبية حاجياتها

مباشرةً بعد نقل وكالة “رويترز”، عن ثلاث مصادر مسؤولة في الجزائر، قولها بأن السلطات حسمت أمرها بخصوص أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يمرّ عبر المغرب، وقررت عدم تجديد عقده، سارعت النائب الثالثة لرئيس الحكومة الإسبانية، ووزيرة التحول البيئي، تيريزا ريبيرا، إلى السفر للقاء سلطات “قصر المرادية”.

وتخشى إسبانيا من عجز الجزائر عن تلبية حاجياتها من الغاز الطبيعي، بعد قرارها وقف إمدامها بهذه المادة عن طريق الأراضي المغربية، بسبب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء والتحذيرات من وقوع أزمة كهرباء.

وكشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، أن ريبيرا، سافرت إلى العاصمة الجزائرية، اليوم الأربعاء، من أجل الاجتماع مع سلطاتها، للبحث عن حل بديل لإغلاق خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يمر عبر المغرب نحو شبه الجزيرة الإيبيرية، مضيفةً أن “قصر المرادية”، قرر إغلاق الأنبوب الذي ينتهي عقد في الـ 31 من أكتوبر الجاري، بعد 25 سنة من استعماله.

وأوضحت أن الجزائر، التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، كانت قد أعلنت في غشت الماضي، أن الحكومة ستوجه كل الغاز الذي تصدره إلى أوروبا، عبر خط أنابيب الغاز الآخر “ميدغاز”، الذي افتتح في سنة 2011، والذي يربط حقول حاسي الرمل الجزائرية، بمدينة ألميريا الإسبانية.

وتابعت أن مشكلة إسبانيا في الفترة الراهنة، تكمن في ضمان استمرار وصول نفس الكمية من الغاز التي نقلها خط الأنبوب المغاربي، عبر المغرب، إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، والتي تمثل ثلث الكهرباء المستعملة في البلاد، مسترسلةً أن هذا الوضع أدى أيضا، إلى تفاوض الرباط مع مدريد للتوصل إلى حل لتأمين بدائل لإنهاء العقد المذكور.

وأردفت الصحيفة أن خط الأنابيب الذي يبلغ طوله 1400 كيلومتر، والذي افتتح سنة 1996، يسمح بتصدير ما يصل إلى 13500 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، سنويا، من الجزائر إلى إسبانيا، عبر 540 ميلومتراً من الأراضي المغربية، فيما لا تتعدى سعة الأنبوب الذي يمر من الجارة الشرقية إلى ألميريا، 8000 مليون متر مكعب، مع مساعٍ لتوسيعها لـ 10 ملايين بداية من يناير المقبل.

وأبرزت الجريدة، أن شركة ناتورجي الإسبانية، تمتلك حصة 49 في المائة، في خط أنابيب الغاز، مقابل 51 في المائة للشركة الجزائرية الحكومية سوناطراك، وهي أيضا شريك تقليدي للمجموعة الإسبانية التي تمتلك فيها 4.1 في المائة من رأس مالها، مع علاقات عمل تربط بينهما تمتد لأكثر من 40 عاماً.

وأشارت “إلباييس”، إلى أن توقف خط الأنابيب المذكور، يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بكلّ من المغرب وإسبانيا، حيث تحصل الرباط بموجبه على ما بين 50 و200 مليون يورو سنويا، كـ”حقوق مرور”، وهو رمق يعتمد على المبلغ الذي تنقله، إضافة إلى احتفاظ المملكة بـ 800 مليون متر مكعب سنويا من الغاز.

وذكرت الجريدة أن هذا الغاز، يستعمل من أجل تشغيل محطات توليد الكهرباء ذات الدورة المركبة في منطقة طنجة، وعين بني مظهر بوجدة، وكلاهما يغطي حوالي 10 في المائة من إنتاج الكهرباء في المغرب، وتديره شركتا إنديسا الإسبانيا التي تملك 20 في المائة، وأبنغوا، على التوالي.

واسترسلت أن تيريزا ريبيرا، كانت مسؤولة عن إدارة المفاوضات بين الجزائر والمغرب، والتي يشارك فيها وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أيضا، متابعةً أن هذه الاتصالات، التي تمت في سرية تامةّ، تكثفت مع اقتراب الموعد النهائي للعقد، كما أن ألباريس سبق وزار عبد المجيد تبون، بصحبة وزيري الدولة للشرون الخارجية أنجيلس مورينو، والطاقة، سارة أجسين.

Share
  • Link copied
المقال التالي