Share
  • Link copied

بعد تصريح هلال.. هل ينهي المغرب “المسار السياسي” لحل النزاع المفتعل بالصحراء؟

أكد عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، على أن نزاع الصحراء، في نظر المملكة، حسم بشكل نهائي، سواء أحبت الجزائر أو كرهت، وذلك خلال تعقيبه على “القراءة الناقصة والانتقائية لتاريخ الصحراء المغربية”ن التي قدمها الممثل الدائم للجزائر، لدى المنظمة الدولية المذكورة، خلال أشغال ندوة إقليمية للجنة الـ 24 بمنطقة الكاريبي.

وقال هلال، إن الاستعمار تمت تصفيته من الصحراء المغربية كليا، وعادت المنطقة بشكل نهائي إلى المغرب، وتم استرجاعها بفضل القانون الدولي، وبفضل المفاوضات، وبفضل اتفاقية مدريد التي أخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة علما بها في قرارها الصادر في دجنبر 1975، مؤكداً: “لنكن واضحين، قضية الصحراء قد طويت”.

وسبق للسفير المغربي أن حذّر الجزائر، بلغة واضحة، أن الاستمرار في إنكار الجارة الشمالية لكونها طرفا رئيسيا في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وأن البولساريو مجرد أداة لفي يدها، وتهربها من مقعدها في المائدة المستديرة، واستئناف المسار السياسي في الأسابيع المقبلة، سيضع حدّاً لـ”المسار السياسي”.

وبشأن هذا الموضع، قال عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق السويسي بالرباط، إن حرص المغرب على “مد يد التعاون والحوار مع الجزائر، ومن طرف أعلى سلطة سياسية في البلاد، وبأنبل العبارات الصادقة لتجاوز حالة الانسداد التي تعرفه العلاقات بين البلدين، فإنه في نفس الوقت يكون يقظا إزاء الأخطار والمناورات التي تقوم بها الدبلوماسية الجزائرية لمعاكسة مصالحه العليا والإستراتجية”.

وأضاف بنلياس في تصريح لـ”بناصا”، أن المغرب “يتصدى بكل حزم وقوة لاستغلال الدبلوماسية الجزائرية الملتقيات والمحافل والاجتماعات الدولية المختلفة، كمنصة لتضليل الرأي العام الدولي، بمغالطات لا تمت بصلة للواقع فيما يخص قضية الوحدة الترابية، سواء من حيث مشروعية وشرعية وعدالة مغربية الصحراء، ولا من حيث الأمن والاستقرار الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية ومستوى التنمية التي وصلت إليه”.

وتابع المتخصص في العلاقات الدولية، أن المغرب لا يتهاون ولا يتساهل “مع مثل هذه الاستفزازات، لذلك نجد الدبلوماسية المغربية ترد بقوة على تحرشات الجزائر، حتى تعرف أن المغرب حازم ولا يتردد إزاء المناوشات والتصريحات المعاكسة للحقيقة، تلك الحقيقة التي يعرفها الجميع وهي تورط الجزائر المباشر في خلق مليشيات البوليساريو وأنها المعنية سياسيا وأخلاقيا وقانونيا بكل تطورات القضية”.

وأوضح أن “الدبلوماسية المغربية حين تجلس على مائدة الحوار الذي أطلقتها الأمم المتحدة، وبدعوة الأطراف المعنية فهي مدركة لدور هذه الأطراف وفي مقدمتها الجزائر، وبالتالي فإن أي محاولة من طرف الأخيرة للتملص من هذه المسؤولية هي محاولة يائسة ومحكوم عليها بالفشل، لأن الذي خلق ميلشيات البوليساريو ويحتضنها ويدعمها بالسلاح والمال والعتاد ويوفر لها الغطاء السياسي والدبلوماسي والإعلامي هي الجزائر”.

وشدد بنلياس، في حديثه للجريدة، على أن “المغرب في جميع الأحوال فوق أراضيه وفي صحرائه ومتشبث بإيجاد حل سلمي لهذا النزاع، في إطار الحكم الذاتي، وملتزم بوقف إطلاق النار وبقرارات مجلس الأمن، وأن مناورات الجزائر لن تثنيه عن الاستمرار في التعاون مع منظمة الأمم المتحدة لوضع حد لهذا النزاع”.

Share
  • Link copied
المقال التالي