شارك المقال
  • تم النسخ

بعد تصريح ألبارييس وخارطة “إلباييس”.. هل تغير موقف إسبانيا من الصحراء؟

جدّد وزير وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، توجيه الكلمات الطيبة إلى المغرب، باعتباره شريكاً وجاراً وصديقا، للمملكة الإيبيرية، معتبراً أن العلاقات بين البلدين، دخلت في حقبة جديدة، بعد الأزمة الحادة التي كانت قد اندلعت بينهما، في أبريل الماضي، على خلفية قبول حكومة مدريد لاستقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي.

وقال ألباريس، خلال حضوره في الكونغرس الإسباني، إن إسبانيا مستعدة لنسيان تدفق الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين إلى مدينة سبتة المحتلة، في ماي الماضي، متجنباً بالكامل الخوض في تفاصيل الأزمة بين مدريد والرباط، كما أنه تفادى الإجابة عن سؤال لأحد النواب، متعلق بما إن كانت الحكومة ستحافظ على موقفها السابق بخصوص “نزاع الصحراء الغربية”.

وعلى الرغم من إصرار البرلمانيين، داخل لجنة الخارجية بالكونغرس الإسباني، لدفع ألباريس، لتوضيح ما إن كانت المصالحة مع المغرب، ستؤثر على موقف الحكومة من قضية الصحراء المغربية، إلا أن رئيس دبلوماسية حكومة مدريد، تجنب الحديث بأي كلمة من شأنها أن تلقي بظلالها على تحسن العلاقات مع الرباط، بعد أكبر أزمة في آخر عقدين.

وكانت قضية الصحراء المغربية، السبب المباشر في قطع العلاقات مع إسبانيا، بعدما أظهرت الأخيرة رد فعل سلبي على الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، قبل أن تواصل عداءها عبر استضافة زعيم الجبهة الانفصالية، بشكل سريّ، الأمر الذي أغضب الرباط ودفعها لإنهاء ارتباطها بالجارة الشمالية، لعدة أشهر، قبل أن يسفر رحيل وزيرة الخارجية السابقة، أرانشا، عن تحسن تدريجي.

رسائل الودّ الإسبانية لم تتوقف عند الكلمات الطيبة لألباريس، وتجنبه الحديث عن الصحراء، بل وصلت أيضا إلى عرض جريدة “إلباييس” المقربة من الحكومة، لصورة تضم خارطة المغرب كاملة غير منقوصة من الأقاليم الجنوبية، في خطوة غير معهودة من قبل وسائل الإعلام الإسباني، التي دأبت على فصل شمال المملكة عن جنوبها.

وفي تقرير لها عن فيروس النيل، وضعت الصحيفة الإسبانية ذائعة الصيت، صورة للعالم، وخارطة المغرب تظهور كاملة من طنجة إلى الكويرة، مع بروز خط الجدار الأمني والمنطقة العازلة شرق الصحراء المغربية، في خطوة اعتبرها العديد من المتابعين، إشارة واضحة على توجه الجارة الشمالية، للاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، أو على الأقل تأييد مقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع.

واعتبر متابعون أن حكومة بيدرو سانشيز، تسير بخطى ثابتة نحو الاعتراف بمغربية الصحراء، إما بشكل مباشر عبر النسج على منوال الإدارة الأمريكية، أو بطريقة غير مباشرة من خلال دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وأوحد للنزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهو ما تؤشر عليه أيضا، وفقهم، التطورات الأخيرة.

يشار إلى أن العلاقات المغربية الإسبانية، كانت قد مرّت بأزمة غير مسبوقة منذ أبريل الماضي، بعد استقبال الجارة الشمالية لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، ما اضطر الرباط إلى قطع اتصالها بسلطات الجارة الشمالية لحوالي 4 أشهر، قبل أن تعود الأمور للتحسن تدريجيا بعد إقالة وزيرة خارجية حكومة مدريد أرانشا غونزاليس.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي