بعدما ظلت خالية من فيروس كورونا، طوال الشهور الأربعة الأولى من تفشي “كوفيد19″، بالمغرب، سجلت مدينة تارجيست، الواقعة بإقليم الحسيمة، فجأة، ما يزيد عن 20 إصابة، قبيل أيام قليلة من عيد الأضحى الماضي، الأمر الذي دفع السلطات المحلية، إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات لاحتواء الوضع، على رأسها إغلاق السوق الأسبوعي.
وعقب قرار السلطات، حوّل أغلب الباعة والتجار مكان وضع بضاعتهم للشوارع المجاورة للسوق الأسبوعي، ما جعلها تصبح “سوقاً جديدا”، وخلال نفس الموعد المتعارف عليه، كل يوم أربعاء، الأمر الذي دفع مجموعة من المواطنين للتعبير عن سخطهم واحتجاجهم على عشوائية خطوات السلطة المحلية بالمدينة.
واستغرب سكان المدينة من هذا القرار، خاصة أن رغبة السلطات في حماية سكان المدينة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، تقتضي منعَ التجمعات، سواء كانت داخل السوق أو في الشوارع المجاورة، وهو الأمر الذي لم يحصل، في ظل أن شارع المحكمة القديمة وشارع البريد وساحة المسجد، يعجون بالباعة والتجار.
ويتوافد على السوق العشرات من التجار من تارجيست والجماعات الترابية المجاورة، على رأسها سيدي بوتميم وزرقت وبني بوفراح وبني بشير وغيرها، بالإضافة إلى قدوم المئات من المواطنين للتّبضّع، ما يجعل السوق الجديد؛ الشوارع، مملوءاً بمئات الأشخاص، وهي التجمعات التي تتضاعف معها احتمالية انتشار عدوى كورونا.
وعلق يحيى، وهو أحد سكان مدينة تارجيست، على هذا الوضع، في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:”السوق ديال تارجيست مسدود أو الشوارع عامرين فيهوم 2 ديال السواق ماشي واحد أش هاد الروينة، مطالبا بفتح السوق، ومتسائلا في الوقت نفسه عن “من المسؤول عن هذه الكوارث؟”.
وواصل الشخص نفسه سخطه من استمرار هذا الوضع، قائلا في تدوينة ثانية:”أليس في مدينة تارجيست عقلاء؟ أليس في مدينة تارجيست أعيان المدينة؟ السوق الأسبوعي ف 2 شوارع، من المسؤول عن هاته الكارثة؟”، مضيفا:”نهدر نهدر غير قولوا يحيى عيان”، في إشارة إلى احتمال اعتباره من السلطات شخصا شديد الانتقاد.
وطالب مجموعة من النشطاء بضرورة فتح السوق الأسبوعي لعودة التجار والباعة إليه، في ظل أن الغرض من إغلاق المرفق، حسبهم، ليس منع التجمعات والوقاية من كورونا، باعتبار أن الشوارع تعرف اكتظاظا مضاعفا عما كان يشهده السوق، ومن أجل إنقاذ عشرات الأسر التي باتت تعاني الأمرين في صمت.
وعن هذا الأمر، عاد يحيى، ليقول في تدوينة أخرى، إن هنالم “أنباء عن رحيل ثلاث عائلات من الناس لي كتفرش فالسوق أو كاريين إلى مدن أخرى، وعائلات أخرى في طريقها للرحيل”، متابعا:”هاد 2 ديال الناس لي معمرين بهوم المدينة جريو عليهوم أو خليونا نشيشو الدبان”، في إشارة إلى قلة الكثافة السكانية للمدينة، التي لا تتعدى الـ 12 ألفا.
مصادر متطابقة من المدينة، كشفت لجريدة “بناصا”، بأن أحد رجال الأعمال المعروفين راسلوا عامل إقليم الحسيمة، من أجل مطالبته بالتدخل لحث الباشا على القيام بدوره بخصوص العشوائية التي باتت تعرفها الشوارع المجاورة للسوق الأسبوعي، والتجمعات الكبيرة للسكان، ما يهدد بتفاقم الوضع الوبائي، غير أنه لم يلق أي رد بهذا الخصوص.
يشار إلى أن مدينة تارجيست، التي يبلغ عدد سكانها وفق إحصاء 2014، 11.560 نسمة، باتت ساكنتها تعاني الأمرين في ظل استمرار إغلاق السوق الأسبوعي، الذي ترتب عنه فقدان العديد من الأسر لمصدر رزقها الوحيد، بالإضافة إلى انعكاس ذلك سلبا على الساكنة، بعدما عرفت العديد من البضائع الضرورية ارتفاعا في الأسعار.
تحياتي لكم وشكرا لاهتمامكم
تحياتي لكم وشكرا لكم على اهتمامكم بهذا الموضوع الذي يشغل بال سكان مدينة تارجيست