وجد أحمد عصيد، الباحث والناشط الحقوقي المثير للجدل، نفسه مرة أخرى أمام مدفع الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قال خلال إحدى خرجاته الإعلامية الأخيرة إنه إذا كان العلماء حذروا من خطورة الصيام على صحة الناس خلال جائحة “كورونا”، فإن “الخطاب الشعوذي يقول العكس لضرب العلم”، وفق تعبيره.
بعض الغاضبين من هذه التصريحات لم يكتفوا بالرد عليها على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، وإنما قرروا رفع دعوى قضائية ضد أحمد عصيد عبر البوابة الإلكترونية لرئاسة النيابة العامة.
وبالنسبة لهؤلاء، فإن لجوئهم إلى القضاء يأتي ردا على ظهور عصيد على “شريط مصور يحث الناس على الإفطار في رمضان كوسيلة من وسائل مواجهة الوباء، وهو أمر من اختصاص مؤسسات الدولة الرسمية التي لها وحدها حق الإفتاء في أمور دين الناس، وتوجيههم لطرق مواجهة الوباء”.
ويسعى هؤلاء من خلال هذه الشكاية إلى ” تجنيب الناس الفتن في هذا الوقت العصيب وحتى يحترم كل واحد اختصاصاته فأحمد عصيد ليس بطبيب ولا رجل دين”، وفق تعبيرهم.
حملة الغضب ضد أحمد عصيد على منصات السوشال ميديا على خلفية جزء من تصريحاته الأخيرة وجدت صدى لها داخل الهيئة الديمقراطية المغربية لحقوق الإنسان، التي دعت في بلاغ لها النيابة العامة إلى “فتح تحقيق في منشورات الكراهية والإثارة للمدعو أحمد عصيد وتطاوله على مؤسسات الدولة –مؤسسات الإفتاء- والتحرك سريعا لمواجهة هذه الحملات المتكررة على المؤسسات الإسلامية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعد تطاولا على المقدسات تستوجب العقاب والمساءلة القانونية بمقتضى الفصل 209 من القانون الجنائي”، بحسب البلاغ.
وتأتي هذه الموجة الجديدة من الغضب ضد أحمد عصيد المعروف بتأييده للحريات الفردية، ومن بينها حرية الإفطار في رمضان في وقت لم تهدأ بعد الانتقادات التي قوبلت بها تصريحات الأخصائي في التغذية محمد الفايد حول قدرة رمضان على القضاء على فيروس”كورونا” المستجد، وهو ما يعيد إلى الأذهان، بحسب متتبعين، المعارك الإديولوجية التي تستعر من حين لآخر على الفضاءات الرقمية بين التيارين المحافظ والحداثي بالمغرب.
ووسط الردود الغاضبة من حديث أحمد عصيد عن موقف العلماء من الصيام في زمن “كوررونا”، نفى بعض النشطاء أن يكون هذا الأخير قد تطاول على اختصاصات الجهات المكلفة بالإفتاء، وقال أحدهم في هذا السياق: “عصيد لم يفت بأي شيء كما يدعي البعض… الرجل فقط نقل ما يقوله الأطباء عن ضرورة الحفاظ على الحلق مبللا للوقاية من الإصابة”.
تعليقات الزوار ( 0 )