شارك المقال
  • تم النسخ

بعد الصّفعة الأممية.. هل تتلقى الجزائر ضربة جديدة من الاتّحاد الإفريقي؟

تلقت الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية، مؤخرا، صفعة قويةً من مجلس الأمن الدولي، بعدما رفض كبار أعضائه، إدراج أي نقطة تتعلق بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ضمن جلساته المقبلة، بالرغم من المحاولات التي قادتها جنوب إفريقيا، سعياً منها، لاستغلال الزوبعة الإعلامية التي تتحدث عن “الحرب”، لإقناع الأعضاء بتناول القضية.

وكانت البوليساريو ومعها الجزائر، قد حاولتا أن توهما مجلس الأمن الدولي، بأن منطقة الصحراء المغربية تعرف حرباً كبيرةً، عبر بيانات الجبهة الانفصالية المتتالية، والتي تحدثت فيها عن معارك وهمية، لا حقيقة واقعية لها، وهو ما أثبت كذبه تواجد وسائل إعلام وطنية ودولية، في معبر الكركارات، الذي ادعت جماعة الرابوني أنها قصفته، ومنطقة المحبس، التي قالت إنها تحت النار.

وعلى الرغم من تلقف وسائل الإعلام الجزائرية، لهذه الأخبار الكاذبة، ونشرها في إعلامها العمومي، والخاص، ومحاولة إقناع العالم بأن المنطقة تشهد حرباً شعواءَ، وأن استقرار شمال إفريقيا بات على المحكّ، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لإقناع المجتمع الدولي، الذي يتلقى معطياته عن ما يحصل، عبر بعثة المينورسو، المتواجدة في الصحراء المغربية.

القرار الأممي أثبت يؤكد بأن المنطقة تشهد استقراراً بعد التدخل المغربي لتأمين معبر الكركارات الحدودي، وطرد عصابة البوليساريو الانفصالية، التي كانت قد عرقلت حركة مرور الأشخاص والبضائع، لأزيد من ثلاثة أسابيع، قبل أن تفرّ من المكان، عقب مشاهدتها للقوات المسلحة الملكية وهي تتحرك نحوها.

وتفاعل المحامي والخبير في ملف الصحراء، نوفل البعمري، مع القرار الأممي الرافض لإدراج القضية ضمن جلسته المقبلة، حيث اعتبر بأنها صفعة قوية للمندوب الدائم لجنوب إفريقيا بالأمم المتحدة، من طرف الدول الأعضاء، التي رفضت مختلف المناورات الهادفة لـ”امتصاص الدعم الأممي الدولي الذي لقيه المغرب بعد العملية الأمنية التي قام بها بالكركارات”.

وأوضح البعمري بأن فشل “جنوب إفريقيا يعزز من الجضور المغربي القوي في مجلس الأمن الذي يحظى بثقة مختلف الفاعلين الكبار، خاصة روسيا، فرنسا، أمريكا، الصين، إسبانيا، وهي ثقة تجلت في رفضهم لإدراج نزاع الصحراء في جدول أعمال المجلس، وفي رسائل الدعم التي تلقاها المغرب من هذه الدول التي باتت أكثر وعيا بأهمية مبادرة الحكم الذاتي، وبطبيعة التهديد الذي تشكله البوليساريو على المنطقة واستقرارها”.

وعقب هذه الصفعة، تحاول الجزائر، إلى محاولة الزج بالقضية في جلسات الاتحاد الإفريقي، حيث دعا وزير خارجية الجارة الشرقية للمملكة، صبري بوقادوم، أمس الأربعاء، الاتحاد القاري، إلى تحمل مسؤوليته أمام التطورات الخطيرة التي يعرفها الوضع في الصحراء، المتسم بما أسماه “محاولة فرض سياسة الأمر الواقع على أراضي عضو مؤسس للاتحاد”.

وقال بوقادوم، خلال تدخله عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد، خلال الدورة غر العادية الـ 21 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، إنه لا يمكن للمنظمة أم تبقى مغبة عن “التطورات الخطيرة للوضع في الصحراء”، مردفاً: “بالنظر للإخفاق الكامل لآلية الترويكا، يستوجب على مجلس السلم والأمن الإفريقي تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه عملا بنص بروتوكول إنشائه”.

ويتوقع مراقبون بأن الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، ستتحفظ على إدراج النقطة ضمن جدول أعمال اجتماعاته المقبلة، نظرا لأن أغلب أعضائه، تقف مع المغرب فيما يقع، إلى جانب أنه عدداً مهماً من الدول المنتمية للمنظمة، فتحت تمثيليات رسمية لها بالصحراء المغربية، إضافة إلى إعلان أخرى، صراحةً عن تأييدها للتحرك المغربي الأخير لتأمين معبر الكركارات.

ويرى متابعون أن الاتحاد الإفريقي، يتوجه إلى طرد جمهورية البوليساريو الوهمية من عضويته، لاسيما وأن الرئيس الحالي له، الجنوب إفريقي سيريل رامازوفا، سينهي مهامه في رئاسة المنظمة خلال السنة المقبلة، ومن المتوقع أن يخلفه أحد الوجوه المعروفة بتأييدها للمغرب، وهي المؤشرات التي جعلت البعض يتوقع نهايةً قريبةً للجبهة الانفصالية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي