طالب وليد كبير، الإعلامي الجزائري، المعارض لنظام قصر المرادية، الجزائريين بمحاسبة النظام العسكري على سوء إدارة علاقات الجزائر مع المغرب وعن ضياع الزمن وتبديد المال العام في ملف الصحراء المغربية التي حسمها المغرب لصالحه منذ 1975.
وتأتي هذه المطالب، بعد أن أثارت تصريحات وزارة الخارجية الجزائرية بشأن دعم فرنسا للخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية موجة من الجدل والتوتر في المنطقة، فقد اعتبرت الجزائر هذا القرار “غير متوقع” و”دعمًا بلا تحفظ” للموقف المغربي، مؤكدة على رفضها القاطع لهذا التوجه.
ويشير هذا التطور إلى تعقيد الأزمة في الصحراء المغربية وتداعياتها على العلاقات بين الدول الإقليمية والدول الكبرى، ففي حين تسعى الجزائر إلى تعزيز موقفها في هذه القضية، فإن الدعم الفرنسي للمغرب يقوي من موقف الرباط على الساحة الدولية ويضعف موقف “الكابرانات”.
من جانبه، قال محمد الغيث ماء العينين، نائب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إن فرنسا قد حسمت أمرها بشكل واضح فيما يتعلق بعلاقاتها المغاربية وأنها انتقلت من مرحلة كانت تحاول فيها اللعب على الحبلين في علاقاتها مع كل من المغرب والجزائر، بل والميل أحيانا إلى الرهان على العلاقات الجزائرية، وخصوصا في عهد الرئيس ماكرون، إلى القناعة بأن مصالحها الأفريقية والإقليمية سواء الاقتصادية أو الأمنية بل والاستراتيجية تفرض عليها براغماتيا إعطاء الأفضلية لعلاقاتها مع المملكة المغربية.
وأشار محمد الغيث في تغريدة له على منصة إكس “تويتر سابقًا”، إلى أن الملك محمد السادس ذكر في رسالته الموجهة للرئيس الفرنسي ماكرون بالمدخل الوحيد للرفع من مستوى العلاقات بين البلدين والذي هو أن تأخذ الشراكة بينهما بعين الاعتبار المصالح المهمة لكل بلد والتي يأتي على رأسها بالنسبة للمغرب بطبيعة الحال ملف الوحدة الترابية.
وكما جاء في رسالة جلالة الملك: “علاوة على ذلك، فإنني أدرك تماما أنه يمكنني أن أعول على التزامكم الشخصي من أجل أن تأخذ هذه الشراكة بعين الاعتبار المصالح المهمة لبلدينا”.
واعتبر المصدر ذاته، أن البلاغ الصادر ظهر يوم أمس الخميس عن وزارة الخارجية الجزائرية جاء ليؤرخ لهذه الانعطافة الاستراتيجية في العلاقات المغربية الفرنسية، بل ويصلح في مضمونه ومن خلال بعض فقراته لأن يكون بيانا مشتركا مغربيا فرنسيا أو بيانا صادرا عن جهة مغربية رسمية مسؤولة عن التسويق للنجاحات الدبلوماسية المغربية وما يقابلها من انتكاسات متوالية لبقايا الآلة المهترئة للدبلوماسية الجزائرية.
وبحسبه، فإن هذا البلاغ يؤشر على مدى الارتباك الذي خلفه الموقف الفرنسي الذي يبدو أنه فاجأ القيادة الجزائرية، كما يستشف من البلاغ، لا من حيث مضمون ووضوح الموقف الفرنسي الذي وصفه البلاغ الجزائري بأنه “دعم صريح لا يشوبه أي لبس لمخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية” ولا من حيث الشكل حيث “تم ابلاغ السلطات الجزائرية بفحوى هذا القرار من طرف السلطات الفرنسية”.
ولا يخفى أن كل متتبع للشأن الجزائري ولكيفية اشتغال “عقل ” القيادة في هذا البلد سوف يعرف إلى أي مدى سوف يعتبر ابلاغ السلطات الفرنسية لنظيرتها الجزائرية مباشرة بقرار باريس الاعتراف بمغربية الصحراء على أنه نوع من “حگرونا” الدبلوماسية تزيد من تعميق الجراحات الناتجة عن تراكم الانتكاسات في ملف الصحراء.
وأشار رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إلى أن هذا الموقف الفرنسي المتجدد، يمكن تلخيصه بأن أكثر ثلاث دول لها تأثير على ملف الصحراء وهي الولايات المتحدة وفرنسا العضوتان في مجلس الأمن وإسبانيا القوة الاستعمارية السابقة قد اعترفت “بشكل لا لبس فيه” بمغربية الصحراء مضمونا وجوهرا وبمخطط الحكم الذاتي كشكل وتجسيد لهذه السيادة.
تعليقات الزوار ( 0 )