قال موقع راديو فرنسا الدولي “rfi” في تقرير حديث له، إن التقارب بين فرنسا والمغرب، الذي تميز بدعم باريس للمخطط المغربي بشأن الصحراء ومنح عقد كبير للسكك الحديدية لشركة فرنسية، يفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن هذا التقارب يصاحب تكثيف للتبادلات الاقتصادية، مما يثير ديناميكيات جديدة في القارة الأفريقية.
شراكة اقتصادية معززة
وكان لقرار فرنسا دعم المخطط المغربي بشأن الصحراء الغربية المغربية تأثير محفز على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وترى الشركات الفرنسية، المتواجدة بقوة في مجال السيارات والعقارات والخدمات في المغرب، فرصا جديدة في القطاعات الرئيسية مثل الماء والطاقات المتجددة والنقل.
وبحسب رئيس المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، عبد المالك العلوي، فإن هذه الشراكة تمثل “إعادة اختراع” للعلاقات الاقتصادية الفرنسية المغربية، وتمتد إلى ما هو أبعد من المغرب لتشمل منطقة غرب إفريقيا بأكملها.
الجزائر بين الحفاظ على العلاقات الاقتصادية والتوترات الدبلوماسية
وسلط استدعاء السفير الجزائري بباريس ردا على الدعم الفرنسي للمغرب الضوء على التوترات الدبلوماسية بين البلدين، لكن الخبراء يتفقون على أن العلاقات الاقتصادية الفرنسية الجزائرية ليست جاهزة للانهيار.
ولا تزال التجارة بين فرنسا والجزائر، وخاصة في قطاع الطاقة، كبيرة، حيث تستورد فرنسا كميات كبيرة من الغاز الجزائري، مما يخلق اعتماداً على الطاقة لا يمكن كسره بين عشية وضحاها، وبالمثل، تحتاج الجزائر إلى الاستثمار الأجنبي لتطوير مواردها من الطاقة.
استقرار العقود والقضايا بالنسبة للجزائر
بدوره، يعتقد فيليب سيبيل لوبيز، الخبير الجيوسياسي النفطي، أن الجزائر لا تستطيع تعريض استقرار العقود مع الشركات الأجنبية للخطر، خاصة في قطاع المحروقات، وأي إجراء يهدف إلى طرد الشركات الفرنسية من شأنه أن يعرض البلاد لعقوبات مالية شديدة والإضرار بصورتها بين المستثمرين.
ويشكل التقارب بين فرنسا والمغرب، حسب التقرير الفرنسي، نقطة تحول في العلاقات بين البلدين ويفتح آفاقا اقتصادية جديدة للمنطقة، مبرزا أنه وإذا استمرت التوترات الدبلوماسية مع الجزائر، فيجب الحفاظ على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، نظرا لأهمية التجارة، وخاصة في قطاع الطاقة.
تعليقات الزوار ( 0 )