شارك المقال
  • تم النسخ

بعد اتهامها له بـ”إشعال الحرائق”.. إلى أين تسير الجزائر بعلاقاتها مع المغرب؟

اتهمت الجزائر بشكل رسميّ، المغرب، بالوقوف وراء إشعال الحرائق التي عرفتها مجموعة من ولايات الجمهورية، عبر ما اعتبرته دعما منه لحركتين تصنفهما على أنهما إرهابيتين، وهما “الماك”، و”رشاد”، مؤكدةً أنها ستقوم بمراجعة علاقاتها مع الجارة الغربية، مع تكثيفها للمراقبة الأمنية على الحدود معها.

وقالت الجزائر، في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، عقب الاجتماع الذي “خصص لتقييم الوضع العام للبلاد، عقب الأحداث الأليمة الأخيرة والأعمال العدائية المتواصلة من طرف المغرب وحليفه الكيان الصهيوني ضد الجزائر”، إن حركتي “الماك” و”رشاد”، متورطتان في إشعال الحرائق، و”اغتيال” جمال بن سماعين.

وأضاف أن تبون، أعطى تعليماته من أجل استئصال الحركتين جذريا، خصوصاً “الماك التي تتلقى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني”، مشيراً إلى أن “الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضد الجزائر، تطلبت إعادة النظر في العلاقات بين البلدين وتكثيف المراقبى الأمنية على الحدود الغربية”.

وفي هذا السياق، اعتبر وليد كبير، الإعلامي الجزائري المهتم بالعلاقات المغربية الجزائرية، إن ما حدث أمس، في اجتماع المجلس الأعلى للأمن، كان متوقعاً، والغاية منه هو “تصوير المغرب على أنه بلد معتدٍ على الجزائر”، مضيفاً: “أعتقد أن هناك إجراء ديبلوماسيا سيأتي في الأيام الممقبلة، في إطار ما سيواجهون به الداخل، بخصوص أنهم ردّوا على المغرب الذي يعتبرون داعما لحركة الماك ورشاد”.

وأوضح كبير في تصريح لجريدة “بناصا”، أن هذا التطور يأتي من أجل “التغطية على التطاحن الموجود داخل أجنحة الحكم حتى لا يظهرون أن بينهم صراعات”، منبهاً إلى أنهم “وراء كل الحرائق والمصائب التي تقع في البلد، فهذه الأساليب معروف على النظام الحبيث استعمالها، وليست وليدة اليوم، بل لديها عقود من الزمن”.

من جانبه، قال الإعلامي المغربي مصطفى بن الراضي، في تعليقه على هذه التطورات، إنه على الأرجح، سترد الحكومة المغربية على “حماقات النظام الجزائري. وإن لم تفعل ذلك، فسيتأكد أن الدولة المغربية حسمت أن لا مخاطب لها الآن في قصر المرادية، وأنها بصدد تدبير علاقة في الحد الأدنى دون طموحات أو انتظارات”.

واسترسل بن الراضي في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “أرجح الرد لأن ما صدر اليوم هو بلاغ المجلس الأعلى للأمن، النواة الصلبة للدولة، وكل مؤسساتها الاستراتيجية”، متابعاً: “اتهامات خطيرة. خطير جدا. وأقرب إلى الجنون حين ينشر النظام الجزائري خلطة عجيبة غريبة ليصل إلى: سقطت الطائرة في الحديقة، المغرب”.

وأردف، أنه لا يعرف “كيف يمكن أن تقدّر الدولة المغربية الموقف، ولا حسابات اللحظة وعناصر تركيب الرد. وحتى الصمت رد. لكنني أعتقد أن المغرب يجب أن يحافظ على هدوئه، وأن يستمر في إنتاج خطاب الدولة المسؤولة”، مضيفاً: “النظام الجزائري مشكلة الجزائريين أولا، ومشكلة للمغرب قادر على التعامل معها، وهو بصدد ذلك..”.

وتابع بن الراضي، أعتقد أن المغرب “شد الواد ( لعبة ضامة)، وهذا تحديدا ما يزعج النظام في الجزائر”، مسترسلاً: “الدولة المغربية صارت تملك جوابا للعلاقة مع الجزائر، ورؤية، ومسارات للتعامل. النظام الجزائري يبدو أنه في حالة تجاوز، وقد ظهر الأمر جليا، خاصة ما بعد أحداث الكركرات. النظام الجزائري يعجز عن تقديم جواب، للداخل أساسا، وفي العلاقة بالمغرب. تلك ورطته، ولا أتمنى أن يمنحه المغرب فرصة للتنفيس عن نفسه”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي