يبدو أن برنامج “نافذة” في نسخة الثانية (نافذة 2) خيب آمال نساء ورجال التعليم بمجرد إعلان مؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين، قبل أيام، عن تفاصيله، وهو البرنامج الذي يسعى إلى تشجيع نساء ورجال التعليم على اقتناء حواسيب محمولة أو مكتبية والاستفادة من خدمة الإنترنت بأسعار تفضيلية.
وقالت المؤسسة سالفة الذكر في بلاغ لها إن هذا البرنامج الجديد الذي يندرج ضمن المخطط العشري للمؤسسة 2028-2018 سيمكن موظفي وزارة التربية الوطنية من الحصول على منحة مالية فردية، تصل إلى 2000 درهم، عند شراء حاسوب مكتبي أو محمول؛ وذلك في حدود 150.000 مستفيد وتخفيض بنسبة 25% على أثمنة الاشتراك في خدمتي الإنترنت من نوع 4G أو الألياف البصرية واشتراكات الهاتف النقال.
واعتبر سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والناطق الرسمي باسم الحكومة، في كلمة له بالمناسبة، أن برنامج نافذة 2 “ترسيخا لتوجهات الوزارة الرامية إلى تنمية وتطوير التعليم “عن بعد”، وكذا تتويجا للنتائج الإيجابية التي حققتها النسخة الأولى لبرنامج نافذة 1″، وفق تعبيره.
وأوضحت فئة واسعة من المستهدفين بالبرنامج أنه إذا كانت غاية الوزارة والمؤسسة صاحبة المشروع من هذه “العروض التفضيلية” هو تمكين نساء ورجال التعليم من الحواسيب والشبكة العنكبوتية لمباشرة مجموعة من المهام المنوطة بهم، فإنه ذلك يعني استفادة هؤلاء من تلك الأدوات الرقمية بالمجان تماما مثل العديد من أطر الوزارة.
وكتب أحدهم في هذا السياق: “إذا كان هدفهم ملء النقط في مسار والغياب والمذكرة اليومية وإعداد دروس رقمية وتعليم عن بعد فوجب عليهم إعطاء حواسيب بالمجان صالحة لهذه الأغراض وليس عقد صفقات مع شركات ..ومع أبناك..”. وبناء على ذلك، دعا أصحاب هذا الاقتراح إلى مقاطعة البرنامج لأنه “لا يرقى إلى مستوى طموحاتنا وفيه إهانة وتبخيس لمجهوداتنا”، بتعبير أحدهم.
وأعرب أساتذة آخرون عن عدم اتفاقهم مع مثل هذه العروض بمبرر أن مسؤولية توفير أدوات الاشتغال تقع على عاتق الوزارة الوصية وليس على أطرها التربوية، وعبر أحد الأساتذة عن هذا الطرح بالقول: “السؤال الذي يجب أن يطرح هو لماذا اشتري حاسوبا بمالي الخاص من أجل استعماله في العمل بينما الموظفون الآخرون الدولة هي التي توفره لهم ..”
وقال بعض الأساتذة إنه كان على مؤسسة محمد السادس للتربية والتكوين تخصيص منحة مالية لمنخرطيها من أجل اقتناء الحواسيب المناسبة بالأسعار المناسبة عوض إرغامهم على شرائها من شركات بعينها كشرط ضروري للحصول على المنحة التي تصل إلى 2000 درهم.
واعتقد في البداية نساء ورجال التعليم أن المؤسسة المعنية ستساعد أي مدرس اقتنى حاسوبا بمبلغ 2000 درهم، لكن بعد أن أعادوا قراءة العرض بتأن تبين لهم أن أقصى ما يمكن أن تمنحه المؤسسة لأي مستفيد من العرض هو 2000 درهم، وأدنى منحة قد تكون أقل من ذلك بكثير، وجاء في تعليق أحد الأساتذة الذي أراد التأكد من هذا الأمر: ” “ما معنى “دعم يصل إلى 2000 درهم”؟؟ هل يعني أنها لن تصل في بعض الحالات؟؟”
تعليقات الزوار ( 0 )