مع تنامي التهديد الإرهابي في ولاية تندوف الجزائرية والمخيمات التي تديرها جبهة البوليساريو، أطلقت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا تحذيرات من السفر إلى الجزائر وتحديدا إلى ولاية تندوف، مع إشارة الدول الثلاثة إلى وجود تهديد إرهابي مؤكد بناء على معلومات استخباراتية تشمل عمليات اختطاف أجانب.
وتشير التحذيرات الدولية إلى حالة من عدم الاستقرار وإلى زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة خاصة في ظل تقارير عن تنامي التطرف في مخيمات تندوف كنتيجة طبيعية لبيئة الاستبداد والتهميش والانتهاكات الواسعة التي ترتكبها بوليساريو بحق سكان المخيمات جنوب الجزائر.
ويرى عدد من المراقبين أن تصنيف البوليساريو جماعة إرهابية أمر وشيك، لاسيما أن اللغة الوحيدة التي تتقنها الجبهة الانفصالية هي لغة ”القذائف” و”الصواريخ” وإرهاب المواطنين المدنيين، مقابل قوة مقترح الحكم الذاتي.
محمد شقير، باحث في الشؤون الأمنية والعسكرية، أن التحذيرات السالف ذكرها “تؤكد ما كانت تصرح به السلطات المغربية بالانزلاق الإرهابي لجبهة البوليزاريو من خلال الإشارة إلى ضلوع بعض ناشطي الجبهة في الانتماء إلى الحركات المتطرفة المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل”.
وأوضح شقير في تصريح خص به جريدة “بناصا” الإلكترونية، أن المغرب سبق أن حذر من تواجد خبراء إيرانيين، خاصة من حزب الله يدربون أعضاء البوليزاريو على استعمال أنواع جديدة من السلاح.
وبالتالي، يضيف الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية، فإن تحذير هذه الدول لمواطنيها بعدم الذهاب إلى تندوف تجنبا لاحتمال اختطافهم من طرف أعضاء البوليزاريو يأتي ضمن معلومات استخباراتية بإمكانية وقوع هذا الاحتمال نظرا لأن جبهة البوليزاريو لها سوابق في عمليات اختطاف اوروبيين في ثمانيات القرن الماضي.
وأضاف المصدر ذاته، أن ما يعزز هذا الاحتمال، هو أن هذه الدول تخاف من أن تتم هذه العمليات كرد فعل على موقفها من قضية الصحراء، لاسيما بعدما اعترفت الولايات المتحدة بمغربية الصحراء ومساندة إسبانيا المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وكذا الموقف البريطاني المساند لهذه المبادرة، والذي يتوقع أن يتخذ موقفا مشابها للموقف الأمريكي.
وأشار محمد شقير، إلى أن الجبهة، فقدت كل الأوراق التي كانت تتوفر عليها بما فيها اللجوء الى السلاح بعدما شل الجدار العازل والتحكم في معبر الكركرات هذه الإمكانية، وبالتالي قد تفكر في اللجوء الى اختطاف مواطني هذه الدول كورقة ضغط لإعادة النظر في موقف هاته الدول، وأيضا لاستخدام هذه الورقة لإعادة المشكل على صعيد الإعلام الدولي.
تعليقات الزوار ( 0 )