Share
  • Link copied

بعد أن كاد البلدان يدخلان في حرب.. كيف تراجعت حدّة الأزمة بين المغرب والجزائر وعادت إلى دائرة “الاستقرار”؟

بعد أن كاد البلدان يدخلان في حرب مستعرة نهاية 2021، مع الاتهامات التي وجهتها الجزائر إلى المغرب باستهداف مواطنيها بطائرات بدون طيار، عادت حدة الأزمة لتتراجع لاحقا، قبل أن تعود إلى دائرة “الاستقرار” مؤخرا.

وأكد الملك محمد السادس، في الخطاب الذي ألقاه أواخر شهر يوليوز الماضي، بمناسبة الذكرى الـ 24 لعيد العرش، أن العلاقة مع الجزائر “مستقرة”، معرباً عن أمله في أن تتحسن، ويتم فتح الحدود بين الجارين.

في هذا الصدد، سلط الكاتب الإسباني أنطونيو نافارو أميدو، الضوء على التوتر بين الجزائر والمغرب، والذي كان قد أثار مخاوف من صدام عسكري محتمل، حسبه، قبل أن تنخفض حدته منذ نهاية 2021، رغم أن الأزمة ما تزال مستمرة.

وأضاف الكاتب في مقال نشره موقع “niusdiario”، أنه لا يوجد ما يوحي بأن الدعوة الأخيرة التي وجهها الملك محمد السادس، إلى “العودة للحياة الطبيعية” ستغير رأي المجلس العسكري الحاكم في الجزائر.

وتابع المصدر، أنها ليست المرة الأولى التي يعبر فيها الملك علناً عن رغبته، في طي صفحة الخلاف وإنهاء الأزمة بين “الإخوة”، حيث دأب على هذا منذ سنة 2020.

وطلب الملك صراحة فتح الحدود بين البلدين، التي أغلقت منذ غشت 1994، حين قررت السلطات الجزائرية إغلاقها ردا على اعتقال مواطنين اتهمهما المغرب بالتورط في تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق سياحية بالمملكة.

وسلط الكاتب الإسباني الضوء بعدها، على الاضطرابات التي عرفتها العلاقات المغربية الجزائرية منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، قبل أن يؤكد أن الأشهر الـ 12 الأخيرة، اتسمت بالعودة لـ”الوضع الطبيعي النسبي”.

هذه العودة التي وصفها أميدو بالنسبية، لم تمنع كلا البلدين من “الاستمرار في سباق التسلح”، علماً أن الرئيس الجزائري سبق له أن أكد في حوار مع الجزيرة القطرية، في مارس الماضي، بأن العلاقة مع المغرب وصلت إلى “نقطة اللاعودة”.

ورجح الكاتب، أن تكون المشاكل التي لا تهدأ في القارة بشكل عام، والمنطقة المغاربية خاصة، إضافة لـ”كورونا” وبطء التعافي من تداعياته، والحرب الأوكرانية، وارتفاع الأسعار، هي من أدت إلى تغيير الأولويات في المنطقة.

إلى جانب هذا، يوضح الكاتب أن الانقلاب العسكري في النيجر، يثير مخاوف تدهور الوضع الأمني في بلد رئيسي للهيكل الأمني الأوروبي في منطقة الساحل، والذي تشترك معه الجزائر أيضا في أكثر من 950 كيلومترا.

وأبرز أن الرئيس الجزائري، أكد في ظهوره الصيفي المعتاد، أن بلاده “لن تستخدم القوة ضد جيرانها” في إشارة رأى البعض أنها موجهة إلى المغرب أيضا، بعد خطاب الملك محمد السادس.

لغاية الآن، يوضح نافارو، أنه من الوهم أن نرى في الدعوة الجديدة لملك المغرب للأخوة بين القوتين الرئيسيتين في المغرب الكبير، ووعد تبون بعدم استعمال القوة ضد الجيران، “خطوة أولى نحو تطبيع العلاقات”.

واعتبر الكاتب الإسباني أن إرادة الملك في إصلاح العلاقة مع الجزائر “طيبة”، غير أنه أشار إلى أن المغرب ليس مستعداً على الإطلاق، لقبول أي حل في نزاع الصحراء لا يشمل سيادته الكاملة، فيما ترى “الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر، وهي حكومة شيخية، لم تتمكن من إدخال إصلاحات على النظام رغم استياء سكانها، ترفض الأمر”.

على الأقل، يقول نافارو، في ختام مقاله: “يبدو من غير المحتمل أن يتدهور الوضع حاليا، بين الجارين، في وقت تعاني فيه المنطقة من الجفاف وارتفاع مستويات المعيشة وانتعاش بعض شبكات الهجرة التي تجعل الجزائر والمغرب نقاط عبور ووجهات، لكن المشكلة البنيوية للعلاقة بين البلدين، باقية، جيل جديد من القادة فقط هو الذي سيفتح الموقف”.

Share
  • Link copied
المقال التالي