شارك المقال
  • تم النسخ

بعد أن أجبرتها مكالمة تبون المُسرّبة على سحب عرض الوساطة.. الجزائر متخوّفة بشدّة من دخول المغرب على خطّ الأزمة في النيجر

يبدو أن تداعيات المكالمة السرية التي جمعت بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي وصل فحواها إلى قادة النيجر الجدد، متواصلة، حيث اضطر قصر المرادية لسحب مقترح الوساطة الذي تقدم به.

وفي هذا الصدد، قال موقع “مغرب إنتلجونس”، إن السلطات الجزائرية، أعلنت في الـ 9 من شهر أكتوبر الجاري، عن تجميد عرض الوساطة الذي تقدمت به إلى قادة النيجر الجدد، لإنهاء الأزمة بالبلاد، وتجنّب التدخل العسكري.

وبرّرت الجزائر، قرارها، حسب الموقع الفرنسي نفسه، بغياب الاتفاق مع الجيش الذي يتولى السلطة في نيامي، حول “موضوعين مهمين”، لم تذكرهما بالاسم.

ونقل “مغرب إنتلجونس”، عن مصادره، أن الموضوعين المقصودين، متعلقان بالفترة الانتقالية، حيث تتقترح الجزائر 6 أشهر، في حين يشدد المجلس العسكري بالنيجر على أن تكون 3 سنوات، ومصير الرئيس المعزول محمد بازوم، الذي يرغب “قصر المرادية” في استقباله لمنحه “المنفى”، فيما يسعى الانقلابيون إلى تقديمه للعدالة.

وأوضح الموقع، أن فشل المقترح الجزائري للوساطة، خلّف مخاوف كبيرة وسط “قصر المرادية” والمؤسسة العسكرية، بسبب إمكانية حدوث اختراق للوبي المغربي في نيامي، الذي يمكنه استغلال الأمر، خصوصا في ظل ورود معلومات مؤكدة عن وجود اتصالات معمقة بين قادة نيامي الجدد، ومحاورين مغاربة.

وتابع المصدر ذاته، أن الهدف من وراء هذه الاتصالات، هو وضع استراتيجية تقارب تسمح للانقلابيين في النيجر، بالاستفادة من المساعدات الاقتصادية، والدعم الأمني الذي من شأنه أن يساعدهم على تجاوز الحصار الذي تفرضه عليهم المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.

ووفق ما أورده الموقع الفرنسي نقلاً عن مصادره الخاصة، فإن المذكرات السرية الأخيرة الصادرة عن المكتب الأمني للسفارة الجزائرية في نيامي، تشير إلى “أن خطر التدخل المغربي في الأزمة النيجرية جدي ومرتفع ويمكن أن يتحقق، لأن النخب الجديدة في النيجر، ينظرون بشكل إيجابي إلى الرباط”.

إلى جانب ذلك، يقول المصدر، إن العلاقات الغامضة التي تجمع بين النظام الجزائري وفرنسا، تغذي الشكوك لدى القوى النيجيرية الجديدة، التي لا تُقدّر قرب تبون من ماكرون، الذي تعتبر الخصم الاستراتيجي الأول للنظام الجديد في البلاد. هذه الشكوك تأكدت تماماً بالنسبة لنيامي، بعد الاطلاع على فحوى المكالمة المسرّبة بين ساكني الإيليزيه والمرادية.

واسترسل المصدر، أن قرب الجزائر من فرنسا جعل قادة نيامي يشكّون في عمل “قصر المرادية” لتحقيق مصالح متقاطعة مع باري. مقابل ذلك، عمل المغرب في السنوات الأخيرة على تطوير سياسة شرسة معادية لفرنسا، وهو ما يروق للنخب الحاكمة في النيجر وبلدان جنوب الصحراء عموماً.

هذا الوضع، يؤكد “مغرب إنتلجونس”، يعتبر بمثابة كابوس حقيقي بالنسبة للجزائر، إذ ترى أن توجه أسياد نيامي الجدد نحو المغرب لإنشاء منصة وساطة خاصة بهم مع جميع القوى النشطة في البلاد، وإطلاق عملية انتقالية، سيفقد الجزائر أي تأثير في المنطقة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي