كشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، دعا نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إلى زيارة بلاده، من أجل طي صفحة الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين بسبب تغير موقف حكومة مدريد، من نزاع الصحراء المغربية، وانحيازها إلى الرباط.
وقالت التقارير الإعلامية، إن ألباريس، سيتوجه يوم الإثنين المقبل، إلى الجزائر، بدعوة من عطاف، في زيارة من شأنها إنهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، وذلك بعد أسابيع من إشارات الودّ المستمرة من طرف الرئيس عبد المجيد تبون، والتي قوبلت جلها، بتجاهل شبه تام من قبل رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.
وكان تبون، قد قرر إعادة سفيره إلى مدريد، في منتصف شهر دجنبر الماضي، بعدما تأكد من حصد بلاده لنتائج مناقضة تماماً لما كان يطمح إليه من خلال اتخاذ هذا القرار، وذلك عقب تشبث حكومة إسبانيا بموقفها المؤيد للمغرب في نزاع الصحراء، وتغاضيها بشكل كامل عن القيام بأي مبادرة لإصلاح علاقاته مع “قصر المرادية”.
وتعود تفاصيل الأزمة التي اندلعت بين البلدين، إلى شهر مارس من سنة 2022، حين قرر تبون استدعاء سفير بلاده لدى مدريد، للتشاور، بعد إعلان المغرب عن رسالة رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز، إلى الملك محمد السادس، والتي أكد فيها، دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي لإنهاء نزاع الصحراء المغربية.
وبعد شهرين من هذا القرار، واصل تبون ضغطه على إسبانيا، من خلال تعليق معاهدة الصداقة بين البلدين، وهو الأمر الذي ما يزال ساري المفعول، رغم إنهاء الأزمة بشكل رسمي، من خلال إعادة سفير الجزائر إلى مدريد، وكذلك عبر عودة التعاون الاقتصادي بين شركات البلدين.
وعوّل الرئيس الجزائري، على خسارة بيدرو سانشيز للانتخابات، ما قد يجعل إسبانيا تعيد موقفها من نزاع الصحراء إلى سابق عهده، غير أن رئيس حزب العمال الاشتراكي، تمكن من كسب تأييد كتلة اليسار، لتنصيبه رئيسا للسلطة التنفيذية لولاية ثانية، ما جعل تبون، يعجّل بإعادة سفيره لدى مدريد.
ومنذ إعادة السفير، وجهت الجزائر العديد من الإشارات الودية تجاه إسبانيا، لدفع الأخيرة إلى المبادرة لتطبيع العلاقات بشكل كامل، وهو الأمر الذي لم يحدث طوال الأسابيع الماضية، ما جعل أحمد عطاف، يوجه دعوة إلى نظيره الإسباني، بغية الحلول بالجزائر العاصمة، من أجل طي صفحة الخلاف.
تعليقات الزوار ( 0 )