شارك المقال
  • تم النسخ

بعد أشهر من انتهاء الأزمة الدبلوماسية.. مدريد تسعى إلى إعادة تفعيل خارطة الطريق المتفق عليها بين الملك محمد السادس وسانشيز

حل وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، يوم أمس (الأربعاء)، بالرباط، في أول زيارة ثنائية له للهيئة التشريعية الجديدة، بجدول أعمال اتسم بإعادة تفعيل خارطة الطريق التي اتفق عليها الملك محمد السادس والرئيس بيدرو سانشيز في أبريل من العام الماضي، ووضع حد لفترة طويلة من الخلافات.

وحدد رئيس الدبلوماسية الإسبانية اجتماعا، الخميس، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، سيستعرض معه القضايا العالقة بعد تغير الموقف الإسباني التقليدي بشأن الصحراء المغربية ودعم خطة الحكم الذاتي التي ترعاها الرباط.

وتوقفت أجندة المصالحة الإسبانية المغربية لأكثر من ستة أشهر بسبب انتخابات يوليو التي وضعت نهاية مبكرة للمجلس التشريعي السابق، ولا يزال تطبيق الجمارك التجارية على حدود سبتة ومليلية، المدرجة صراحة في خارطة الطريق، يشكل العائق الرئيسي أمام تطبيقها.

وفي مقابلة مع صحيفة “إل باييس”، أكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية يوم الأحد أن “الإرادة هي تنفيذ خارطة الطريق بالكامل”، وتحقيقًا لهذه الغاية، تم بالفعل إجراء الاختبارات التشغيلية للمرافق الجمركية، وأضاف: “نحن نعيد إطلاق المحادثات”. ومن غير المخطط، من حيث المبدأ، أن يقبل الوزيران ألباريس وبوريطة الأسئلة في ظهورهما المشترك أمام الصحافة.

كما سيحضر ألبارس اجتماعا في العاصمة المغربية بين رجال الأعمال من البلدين تنظمه السفارة الإسبانية لتعزيز العلاقة الاستراتيجية الجديدة، وسلطت مصادر دبلوماسية في الرباط الضوء على “الطموح” الذي يقترب به المغرب من برنامج تحديث البنية التحتية مع الأفق المحدد في عام 2030.

وطرحت المملكة، أخيرا، مناقصة عامة لاقتناء 168 قطارا جديدا، منها 18 قطارا فائق السرعة، بقيمة 1465 مليون أورو، ومن بين الشركات المهتمة Construcciones y Auxiliar de Ferrocarriles (CAF) وTalgo، إلى جانب شركة Alstom الفرنسية، والتي من المفترض أن تتنافس من خلال فرعها في إسبانيا في ظل المناخ الحالي من الفتور الدبلوماسي في العلاقات بين باريس والرباط.

كما تشكل البرامج المتعلقة بالمياه – محطات تحلية المياه والري – أولوية بالنسبة للاقتصاد المغربي، الذي يعاني من جفاف خطير منذ ثلاث سنوات، بالإضافة إلى برامج بناء موانئ ومطارات جديدة.

وتم تكليف مجموعة أكسيونا الإسبانية في نوفمبر الماضي ببناء وتشغيل محطة تحلية المياه الضخمة الجديدة في الدار البيضاء، والتي تبلغ ميزانيتها 800 مليون يورو، وتهدف إلى توفير ما بين 550 ألف إلى 820 ألف متر مكعب من المياه يوميا لسبعة ملايين نسمة، مع شركتين مغربيتين.

وأعلن عدد من الوزراء وكبار المسؤولين المغاربة عن حضورهم حفل استقبال عقب اجتماع العمل الذي أقامته الدبلوماسية الإسبانية بالرباط، وتعد إسبانيا الشريك التجاري الأول للدولة المغاربية منذ ما يقرب من عقد من الزمن.

ومن المتوقع أن تتجاوز التبادلات الاقتصادية الرقم القياسي للعام الماضي في عام 2023: 11.748 مليون يورو من الصادرات الإسبانية إلى المغرب، أي بزيادة 23.6٪ عما كانت عليه في العام السابق مباشرة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي