أثارت الأنباء المتداولة حول اعتزام فرنسا الإعلان عن اعترافها بمغربية الصحراء غضبًا شديدًا في الجزائر، التي سارعت إلى إدانة هذا القرار ووصفته بـ”غير الموفق وغير المجدي”، وقد اعتبرت النظام العسكري أن هذا القرار الفرنسي ينطوي على “حسابات سياسية مشبوهة” و”افتراضات غير أخلاقية”.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة، حيث استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (AFRICOM) في زيارة مفاجئة، وسط تحذيرات أمريكية من تدخل إيراني في المنطقة.
وفيما أقرت وزارة الخارجية الجزائرية نفسها أنه “تم إبلاغ السلطات الجزائرية بفحوى هذا القرار من قبل نظيرتها الفرنسية في الأيام الأخيرة”، سارعت إلى مهاجمة باريس.
وأعربت خارجية نظام العسكر، الذي يقول إنه ليس طرفا في نزاع الصحراء، “عن أسفها الكبير واستنكارها الشديد لاعتراف الحكومة الفرنسية بخطة الحكم الذاتي لإقليم الصحراء في إطار السيادة المغربية”.
وجاء ذلك، وفق بيان أصدرته، يوم أمس (الخميس) 25 يوليوز 2024، لوزارة الخارجية، التي قالت إن الجزائر “تحمّل الحكومة الفرنسية وحدها المسؤولية الكاملة والتامة عن العواقب التي تنجرّ عن هذا القرار”.
وبحسب البيان فإن “الحكومة الجزائرية أخذت علما بأسف كبير واستنكار شديد، بالقرار غير المنتظر وغير الموفق وغير المجدي، الذي اتخذته الحكومة الفرنسية”، معتبرا أن “القرار الفرنسي هو نتيجة حسابات سياسية مشبوهة، وافتراضات غير أخلاقية، وقراءات قانونية لا تستند إلى أي مرتكزات سليمة.
وأضاف بيان خارجية الجزائر، أن الاعتراف بمغربية الصحراء، من شأنه أن يساهم بصفة مباشرة في تفاقم حالة الانسداد والجمود التي تسبّبت خطة الحكم الذاتي المغربية في خلقها، لأكثر من 17 عاما”.
ولفت البيان الجزائري إلى أن “الحكومة الجزائرية ستسخلص كافة النتائج والعواقب التي تنجرّ عن هذا القرار الفرنسي، وتحمّل الحكومة الفرنسية وحدها المسؤولية الكاملة والتامة عن ذلك”.
وقد حذر الجانب الأمريكي من عواقب وخيمة في حال استمرار إيران في دعم الجماعات المتطرفة في المنطقة، مؤكدًا أن هذا الدعم يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار الإقليميين.
ويشير هذا التطور إلى تعقيد الأزمة في الصحراء الغربية وتداعياتها على العلاقات بين الدول الإقليمية والدول الكبرى. ففي حين تسعى الجزائر إلى تعزيز موقفها في هذه القضية، فإن الدعم الفرنسي للمغرب يقوي من موقف الرباط على الساحة الدولية.
من جهة أخرى، فإن التحذيرات الأمريكية من التدخل الإيراني تزيد من حدة التوترات في المنطقة، وتضع الجزائر في موقف صعب، حيث تواجه ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة.
تعليقات الزوار ( 0 )