تلقّى فريق شباب الريف الحسيمي، أمس السبت، خسارةً مذلّةً أمام مضيفه هلال تراست، بخماسية مقابل هدفين، برسم منافسات الجولة الرابعة من القسم الوطني هواة، ليواصل تذيّله للترتيب العامّ، ويظلّ مهدّداً بالاستمرار في سلسلة الانحدار التي بدأها من البطولة الاحترافية الأولى، خلال الموسم الرياضي 2018/2019، مروراً بالقسم الثاني، ووصولاً للهواة مع احتمال السقوط.
وفشل الفريق الحسيمي في تحقيق أي انتصارٍ طوال الجولات الأربع الأولى من القسم الوطني الأول هواة، حيث تعادل في مناسبتين وخسر مثلهما، محقّقاً نقطتين، مع سجلّ تهديفيّ ضعيف، بوأه المرتبة الثالثة في قائمة أضعف خطوط الهجومِ في الدوري، إلى جانب أنه أضعف خطّ دفاعٍ، حيث تلقّت شباكه سبعة أهداف.
وبالموازاة مع المستوى الضعيف الذي يقدمه الفريق الحسيمي على أرضية الميدان، فإن المشاكل التسيرية التي يقبع فيها، تجعل جماهير المدينة، مقتنعةً تماماً بأن شباب الريف سيواصل الانحدار إلى أقسام الظلّمة، في حال استمر المسؤولون الحاليون في تدبير شؤونه، مطالبين برحيلهم بشكلٍ عاجلٍ من أجل تدارك الأوضاع ومحاولة إنقاذ ما يُمكن إنقاذه.
ولم يتمكن الفريق الحسيمي في ظلّ رئاسة مصطفى ديراً من الصمود بالقسم الوطني الثاني، ليهبط للهواة، مباشرةً بعد سقوطه من القسم الاحترافي الأول، وهو أيضا، خلال المرحلة الحالية يعاني الأمرين، ما يجعل أغلب الجماهير والجمعيات المدنية المهتمة بالرياضة، ترى بأنه مؤشر على أن الـCRA، سيواصل التدحرج نحو أقسام الهواة.
وكان الفريق الريفي، الذي صعد لقسم الكبار سنة 2010، قد قدم مستويات جيدة، ونجح في الحفاظ على مكانه ضمن البطولة الاحترافية الأولى، لتسع سنين متتالية، ظلّ خلالها خصماً عنيداً لكلّ الأندية، ومنافساً شرساً خاصة على أرضية ملعبه ميمون العرصي، الذي كان يعتبر من ضمن أصعب الملاعب في الدوري المغربي، حتى على فرق مثل الوداد والرجاء.
وتوجه الجماهير أصابع الاتهام فيما يحصل للفريق، إلى المكتب المسيّر الحاليّ، بسبب التسيير الانفرادي الذي يعيشه، والذي وصل مؤخراً، إلى حدّ إجراء جمعٍ عامٍّ من دون الإعلان عنه، أو عن توقيته أو مكانه، اسفر عن استقالة الرئيس مصطفى ديرا مع بقية أعضاء مكتبه، مع تشكيل لجنة مؤقتة لتصريف الأعمال، تضمّ نفس الوجوه التي قادت النادي في الفترة الماضية.
وأعلن المكتب أيضا، في بلاغ له أعقب اجتماعه العادي السنوي، عن فتحه الباب أمام المنخرطين الراغبين في رئاسة النادي، من أجل إعداد وتقديم ملفات ترشحهم في أجل لا يتجاوز 15 يوماً، وهو ما يرى فيه الجمهور، وفق إفادات لـ”بناصا”، بأنه مجرّد مراوغة من طرف المسيرين، الذين سيقومون لاحقاً باختيار واحدٍ من الوجوه التي كانت في المكتب المسير القديم، لقيادة الفريق، حسبهم.
ونشر عددٌ من أنصار النادي الحسيميّ تدوينات منتقدةً للمكتب المسير، من ضمنها ما قاله مصطفى دالوح، واحدٌ من مشجعي الـCRA، والذي كتب: “وجوه فاشلة استقالت من المكتب المسير لفريق شباب الريف الحسيمي لكرة القدم، نفس الوجوه دخلت في لجنة تصريف الأعمال، نفس اللجنة ستعيد انتخاب نفس الأوجه”، مختتماً بلهجة شديدة “اخرجوا من هناك”.
ومن جانبه كتب الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، بالشمال، عبد اللطيف الغلبزوري، في تدوينةٍ على حسابه الشخصيّ أعقب الهزيمة الثّقيلة أمام هلال تراست، جاء فيها: “المشرفون على تسيير فريق شباب الريف الحسيمي، عليهم أن يخجلوا من أنفسهم ومن جماهير الفريق”، متابعاً: “أقل ما عليهم القيام به، فوراً، هو أن يرحلوا كلهم عن الفريق، وأن يقدموا الاعتذار على المهازل التي ارتكبوها في حقّ الفريق”.
وفي سياق الأزمة التي يعانيها فريق شباب الريف الحسيمي، استغرب منير الزياتي، منسق الفريق السابق، في تدوينةٍ على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، عن ورود اسم عبد الرحمان المقدم، مالك المؤسسة الفندقية لابيرلا، مكرّراً مرتين، في جدول المصاريف برسم بإقليم الحسيمة، موسم 2019/2020، والفترة الممتدة بين 2014 و2017.
وقال الزياتي في تدوينته: “ربما سأحاول ألا أتطرق للجمع اللاعام من حيث مناقشة الشكل والمضمون وحيثيات انعقاده… إلخ.. سوف أتحدث بشكل مباشر عن مستحقات الشركة المكلفة بتنظيم المقابلات وتوفير بعض الأمتعة الرياضية للفريق للموسم الرياضي 2018/2017، والتي لا زالت عالقة إلى يومنا هذا في ذمة، لا أقول الفريق أو النادي، بقذر ما أعني في ذمة المتحكمين في مالية جمعية شباب الريف الحسيمي لكرة القدم”.
وتابع الشخص نفسه، بأنه “في اتصال هاتفي لي مع السيد عبد الرحمان المقدم؛ أمين المال، تساءلت عن مصير ديون الشركة ومتى سوف تتوصل بها كاملةً أو على الأقل جزء منها، فكان أن أجابني بأن هناك تعليمات من أعلى سلطة في الإقليم وأعني بالذكر السيد فريق شوراق، عامل إقليم الحسيمة، بألا يتم تسديد أي دين لأي كان في الوقت الراهن !!؟”.
واسترسل بأنه تفاجأ بعدها “بوجود اسم المؤسسة الفندقية لابيرلا التابعة للسيد المقدم عبد الرحمان مكرّراً مرتين في جدول المصاريف برسم موسم 2019/2020، والفترة الممتحدة بين 2014 و2017 بما مجموعه أكثر من 300 مليون سنتيم في إطار مقولة: حرام عليكم وحلال علينا”، مختتماً: “نتمنى ألا نضطر لخوض معارك قضائية في ردهات المحاكم بسبب حماقات وألاعيب خبيثة، بصم عليها بعض المسيرين، وحاولوا أن يجدروا معهم موظفين سامين في هرم السلطة إلى مستنقعات الفساد المالي”، حسبه.
يشار إلى أن عدداً من الجمعيات المساندة لشباب الريف الحسيمي، في مقدمتها جمعية قدماء لاعبي ومسيري الفريق، سبق لها، هي الأخرى، أن وجهت انتقادات لاذعة للمكتب المسيّر الذي وصفته بأنه غير شرعيّ، خصوصاً وأنه ظلّ منذ سنة 2019 مستمرّاً دون أن يعقد أي جمعٍ عامٍّ له، كما عقدت فعاليات أخرى لقاءات تواصلية لمناقشة الوضعية الحالية للنادي، أجمعت كلّها على تحميل المكتب المسؤولية.
تعليقات الزوار ( 0 )