شارك المقال
  • تم النسخ

بخطواتها الأخيرة.. هل تتجه الجزائر إلى إعلان المواجهة العسكرية ضد المغرب؟

ذهب عدد كبير من المتابعين لتطورات الأوضاع في المنطقة المغربية، والتصعيد المتواصل من طرف الجزائر، إلى اعتبار أن الجمهورية تتجه لإعلان الحرب ضد المغرب في الشهور المقبلة، بعدما سارت، على نهج الخطوات الأولى التي تقوم بها البلدان، قبل شروعها في الأعمال العسكرية، الأمر الذي يضع استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء على المحكّ.

وعلى الرغم من أن المغرب، عمل دائماً على مدّ يد الحوار إلى جارته الجزائر، ودعوتها لطي خلافات الماضي وفتح صفحة جديدة، خدمةً لمصالح الشعبين اللذين يشتركان في العديد من الأمور، إلا أن سلطات “قصر المرادية”، لا تبادله نفس الخطاب، وتعمل على التصعيد في كلّ مناسبة، والتهديد بالدخول في المواجهة العسكرية.

واعتبر عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية السويسي بالرباط، أن الجزائر، لن تتوقف عن سيرها في طريق القرارات المتهورة، والتي لا تحترم القانون الدولي، فيما سيظل المغرب وفيا لنهجه ومتبنياً لثقافة الحوار، لحل الخلافات بين البلدين بطرق سلمية وودية، غير أنه، متأهب لجميع الاحتمالات، ومستعد للدفاع عن مصالحه القومية والوطنية بكل الوسائل.

وقال عبد العالي بنلياس، في تصريح لجريدة بناصا إن النظام العسكري في الجزائر، “لن يتوقف عن اتخاذ القرارات المتهورة والمستفزة، والتي تفتقد لأبسط أصول حسن الجوار، وتفتقد لاحترام قواعد القانون الدولي التي تؤكد على حل الدول لخلافاتها بالطرق السلمية والودية”.

وأضاف بنلياس أنه “في الوقت الذي يقدم المغرب على مجموعة من المبادرات الإيجابية والنبيلة، تقابل هذه المبادرات بقرارات أقل ما يقال عنها أن أنها تعاكس مصالح المنطقة وتعبر عن النوايا الخبيثة الحقيقية التي تحملها الجزائر إزاء المغرب”.

وتابع المتخصص في القانون الدولي، أن “قرار إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، يخالف روح المادة التاسعة من اتفاقية شيكاغو التي تحدد الحالات التي يمكن للدولة أن تغلق فيها مجالها الجوي أمام الملاحة الدولية، وهي حالات تتعلق بالظروف الاستثنائية وعلى أساس التمييز بين الجنسيات، كما أن هذا القرار يخالف ثانيا أهداف لاتحاد الدولي للنقل الجوي”.

وأوضح المتحدث ذاته، أن “المفهوم من كل القرارات التي تتخذها السلطات الجزائرية، قطع العلاقات الدبلوماسية إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية، أن الجزائر تحاول أن تستعين بنظرية المؤامرة لتفسير كل المشاكل الداخلية التي تعرفها في المجال الاقتصادي والاجتماعي، بل حتى الكوارث الطبيعية كالحرائق تفسرها انطلاقا من هذه النظرية”.

وأكد بنلياس أن المغرب “لن ينجر إلى ما تريد تحقيقه من وراء هذه الأعمال العدائية من خلال السقوط في رد الفعل والرد الفعل المضاد”، منبهاً إلى أن “هذا التصعيد هو عمل عدائي من جانب واحد ومناقض تماما لدعوات الحوار الذي ما فتئ المغرب يدعو له في كل مناسبة، وهذا لن يزيد المغرب إلا تشبثا من جهة بفضيلة الحوار وعلاقات حسن الجوار، وفي نفس الوقت هو مستعد دائما لجميع الاحتمالات وعلى استعداد للدفاع عن مصالحه القومية والوطنية وبكافة الوسائل المشروعة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي