أعاد تنصيب جو بايدن، بشكل رسميّ، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، خلفاً لدونالد ترامب، موضوع موقف إدارته من قضية اعتراف سلفه بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وما إن كان سيسير على نفس المنوال أو سيحدث أي تغيير، خصوصاً، عقب توالي الأنباء عن توجهه لإلغاء ما يزيد عن 16 قراراً اتخذه القائد السابق لسفينة البيت الأبيض.
وفي هذا السياق، أجمع متدخلون، خلال الندوة التفاعلية الرقمية التي نظمتها جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، بتنسيق مع كلّ من جريدة “بناصا”، و”بيلبريس”، و”هجرة تي في”، على أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي السابق، غير مفاجئ، ولا يعتبر تغيّراً في السياسة الخارجية الأمريكية، التي ربطتها علاقات قوية بالمملكة المغربية منذ تأسيس البلاد على يد جورج واشنطن.
وقال عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، خلال الندوة التي ناقشت موضوع: “آفاق العلاقات المغربية الأمريكية خلال عهدة الإدارة الأمريكية الجديدة”، وسيرها المحلّل السياسي ميلود بلقاضي، إن عملية تطوير وتطويع الموقف الأمريكي خلال حقبة ترامب، لم يكن قراراً فجائياً، بل كان نتاجاً لعملية تكاملية.
ونبه إلى أن القرار، كان له تأسيس تاريخي، عبر الإشارة إلى اعتراف المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية خلال سنة 1777، إلى جانب التنسيق الذي جمع بين المملكة وواشنطن خلال حقبة الحربين العالميتين الأولى والثانية، إضافة لتطوير العلاقات فيما بعد، مذكّراً بأن الرباط تعتبر الحليف الإستراتيجي الأول للولايات المتحدة الأمريكية من خارج النيتو.
وتطرقت المتدخّل نفسه، خلال كلمته، إلى اتفاقية التبادل التجاري الحرّ الذي تجمع بين المغرب وأمريكا، والتي كشفت دراسات أخيرة، أن المبادلات التجارية التي تجري في إطارها، وصلت لمستويات قياسية، مع وجود رغبة أمريكية في رفعها خلال المستقبل.
واعتبر الفاتيحي بأن الدبلوماسية المغربية حالياً أمام عملٍ مهمّ وجاد، وأكثر فعالية، والمطلوب منها حالياً إقامة علاقات تواصلية كبيرة جدّاً مع فريق جو بايدن، للاهتمام أكثر بكيفية تدبير وتطوير العلاقات، لأنه لا نريد أن نعيش حالة من الفجائية، خصوصاً وأن هناك أصوات داخل الكونغريس تروج لمغالطات، وهي أصوات تنتمي للوبي الجزائري، وفق المتحدث.
وأوضح بأن على المغرب أن يكثف تواصله مع فريق بايدن ووزير خارجيته، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن السفير الأمريكي بالرباط، أكد بأن العلاقات بين المملكة وواشنطن، في أيادي آمنة، مردفاً: “أعتقد أن مسار الانتقال لمرحلة جديدة قد بدأ، لكن هذا لا يعني بأن اللوبي الجزائري قد يتوقف عن ممارسة الكثير من الضغوط لاستمالة بعض الأعضاء ليغيروا ولو جزئيا، في صيغة الاعتراف.
ومن جانبه، أوضح الأستاذ الجامعي محمد الغالي، بأن قرار ترامب، قرار رئيس أمريكا، الذي يخوله له الدستور، ويتعلق بتدبير المصالح الأمريكية على المستوى الخارجي، متابعاً بأن ما قام به ترامب، بالنر لقراءة في مختلف المراسيم التي اتخذها مجموعة من الرؤساء والتي كانت مشابهة لمجموعة من الحالات في مثل هذه، تبقى مستمرةً ويجري احترام ما صدر من الرئيس الأمريكي السابق.
وأبرز بأن بايدن، خلال كلمته في حفل تنصيبه، تطرق لمجموعة من الأمور التي مست الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، من خلال إصدار المرسوم المتعلق بالهجرة والمرسوم المتعلق باتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية وجدار الفصل بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، لأنها لا تخدم مصالح البلاد.
وشدد المتحدث ذاته، على أن العلاقات المغربية الأمريكية “هي أعمق مما يتصوره البعض، وهي علاقات إستراتيجية والدليل أن كل جوانب التعاون السياسي والعسكري والدبلوماسي لازالت مستمرة لأنها مرتبطة بالمصالح المشتركة للبلدين وأعتقد بأنه واهم من يرى أو يعتقد بأن ما قام به ترامب مسألة فيها رد فعل أو مسألة وقتية، بل ما قام به الرئيس ترامب، يدخل في صلب القرار الاستراتيجي الأمريكي”.
أما أحمد صلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة الداخلة وادي الذهب، فقد أعرب عن سعادة شبان المنطقة، بالقرار الأمريكي وفتح قنصلية للبلاد بالصحراء المغربية، مشيراً إلى أنه كان حاضراً خلال الافتتاح، والأوراش التي سيتم الشروع فيها، سيتسفيد منها شباب المنطقة في الأقاليم الجنوبية.
واسترسل بأن الملك محمد السادس، أشار في عدة خطاباته لتكوين الشباب للدخول في مجال الاستثمار، مردفاً بأن المجتمع المدني بالجنوب المغربي، ومن ضمنه الجمعية التي يُسيرها، قامت بعقد لقاءات مهمة في هذا الخصوص، مضيفاً: “نحن كساكنة ومنتخبين كلنا سعداء بهذا الانتصار الدبلوماسي، ونتمنى أن يستفيد الشباب من الاستثمارات.
،
تعليقات الزوار ( 0 )