يهدّد شهر العسل الذي تعيشه الجزائر وفرنسا، بإفقاد “قصر المرادية”، لنفوذه في مالي، بسبب موقف المجلس العسكري الحاكم، من باريس وجميع حلفائها.
وكشف موقع “مغرب إنتلجنس”، أن الجزائر، بدأت تخسر نفوذها في مالي، التي كانت دائما واحدة من أهم مناطق نفوذها، فقد فقد اللوبي الجزائري في مالي هيبته مؤخرا، مضيفاً أن الأسوأ من ذلك، هو أن المجلس العسكري المالي الحاكم منذ 2022، نأى بنفسه عن الجزائر العاصمة بسبب تقاربها القوي والعميق مع فرنسا.
وتابعت أن اصطفاف “قصر المرادية”، إلى جانب فرنسا، تسبب في استياء شديد بباماكو، التي جعلت التحرر من باريس، أحد مبادئ سياستها الخارجية الجديدة، مشيراً إلى أن أفضل دليل على عدم ثقة مالي بالجزائر، هو رفض المجلس العسكري، إرسال ممثلين إلى الجزائر، للمشاركة في اجتماع يجمع الفصائل المالية.
وكان رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، قد قام في 9 يناير الماضي، برحلة نحو باماكو، لمحاولة إقناع أعضاء المجلس العسكري في مالي، بالحضور إلى بلاده للمصادقة على عملية جديدة لمحادثات التهدئة، من أجل إطلاق عملية سلام جديدة، في إطار اتفاق الجزائر لسنة 2015.
ووفق مصادر “مغرب إنتلجنس”، فقد استقبل المجلس العسكري في مالي، للعمامرة والوفد المرافق له، بشكل “بارد”، قبل أن يرفض الجنود الماليون الاقتراح، كما رفضوا اي وساطة مستقبلية من الجزائر مع الفصائل المسلحة الأخرى، التي تهيمن على شمال البلاد، خصوصا فيما يتعلق بافصاليي أزواد.
واعتبر المصدر، أن هذا الموقف المالي، يفسره شهر العسل الجديد بين الجزائر وفرنسا، حيث تشعر باماكو، بالقلق من جميع حلفاء باريس في المنطقة، ولم تعد تريد التراجع عن خياراتها الاستراتيجية، بناء على التزامها العسكري مع روسيا، التي وضعت قدمها في المنطقة، في سياق المنافسة الجيوسياسية.
وبالمقابل، يقول المصدر، إن انعدام الثقة في مالي، يثير قلقاً خطيرا في الجزائر، حيث تخشى العديد من الجهات الفاعلة في النظام العسكري، من ظهور مشاعر قوية معادية للجمهورية، في المستقبل بمالي، وهو ما من شأنه الإضرار بشكل نهائي بنفوذ الجزائر، مقابل استفادة معارضي تبون في المنطقة.
تعليقات الزوار ( 0 )