أشرف الباحثان الأكاديميان محمد البقالي وعبد الفضيل أدراوي على تنسيق “البلاغة في أعمال محمد مشبال”(2021)، وذلك بمناسبة تكريم المفكر البلاغي المغربي الدكتور محمد مشبال الذي يُعد من الباحثين المغاربة الذين دشنوا عملية التجديد في الفكر البلاغي بالمغرب، بل في العالم العربي إلى جانب نخبة من الباحثين الكبار من قبيل محمد العمري ومحمد الوالي.
وصدر الكتاب بمناسبة حصول الدكتور محمد مشبال على جائزة الملك فيصل لعام 2021، حيث اشتمل الكتاب على مقدمة كلمة مصطفى الغاشي، عميد كلية الآداب، ومقدمة الأستاذين الجامعيين عبد الفضيل أدراوي ومحمد البقالي اللذين قاما بتنسيق مادة الكتاب، وثلاثة فصول وملحق.
ويعرض الفصل الأول حوارات أجريت مع الباحث على امتداد فترة زمنية تغطي أهم المحطات في سجله العلمي الحافل، تنوعت بين حوارات صحفية وإذاعية وتلفزية، واكبت مشروعه العلمي منذ إرهاصاته الأولى، أي منذ ثمانينات القرن الماضي إلى اللحظات الراهنة من التتويج. وقد تطرقت هذه الحوارات إلى مختلف القضايا العلمية للمشروع، ابتداء من انشغاله بالبلاغة الأدبية وانتهاء بالبلاغة الحجاجية، هذا إضافة إلى إثارة كثير من القضايا ذات الصلة بالنقد الأدبي ومجالاته الواسعة وعلاقاته بالمناهج والمدراس النقدية وأعلام النقد والبلاغة في العالمين العربي والغربي. وتحوز هذه الحوارات قيمتها العلمية من جوانب متعددة، في مقدمتها طابعها التوثيقي التأريخي، فهي بمثابة مادة علمية منتظمة وفق المسير التطوري للتفكير البلاغي والنقدي للباحث. كما تحوز قيمتها أيضا من كونها تقدم للقارئ والمهتم أهم المداخل الممكنة لمحاورة هذا المشروع والتفاعل معه، وفي الوقت نفسه تنير جوانب مهمة منه، مثلت مراكز اهتمام في هذا المشروع. فهي بمثابة قراءة نقدية وتأويلية تفسيرية لأسس المشروع. ناهيك عما تكشف عنه هذه الحوارات من بعد تواصلي عربي في الاجتهاد العلمي للباحث.
أما الفصل الثاني، فقد خصّص لقراءات في إنجازات الباحث البلاغية، حيث تضمن عشر دراسات. تناول بعضها كتبا حازت اهتماما لافتا من قبل القراء، أو حظيت بجوائز متميزة، وتحديدا كتابي “خطاب الأخلاق والهوية في رسائل الجاحظ: نحو مقاربة بلاغية حجاجية”، و”في بلاغة الحجاج: نحو مقاربة بلاغية حجاجية لتحليل الخطابات”، في حين اعتنت دراسات أخرى بالمشروع البلاغي برمته، رصدت تطوره ومدى التحول الذي مس عديدا من قضاياه، دون أن تغفل بعض هذه الدراسات التوثيق لإنجازات فرقة البلاغة وتحليل الخطاب في مجال تطوير الدرس البلاغي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل بتأطير وإشراف من منسقها محمد مشبال.
وقد خصصّ الفصل الثالث لإدراج أهم الشهادات التي دبجت في حق المحتفى به وفي مشروعه العلمي. إذ بلغت سبع شهادات وقفت على أهم الميزات العلمية التي يتمتع بها الباحث محمد مشبال، وأشادت بخصاله العلمية وتفانيه الكبير في البحث العلمي تأليفا وتأطيرا حتى عدّ بحق مدرسة قائمة الذات، كما تعرضت الشهادات الأخرى لإبراز عمق المشروع البلاغي لهذا الباحث، والجّدة التي تتسم بها كتاباته، ولا أدل على ذلك من التتويجات التي حظيت بها مؤخرا.
وقد ذيلت فصول الكتاب بملحق شمل سيرة علمية مفصلة عن الباحث ، هي بمثابة بيبليوغرافيا دقيقة يمكنها أن تكون دليلا مرشدا للباحثين في قضايا متنوعة تهم البحث العلمي التخصصي، وتأخذ بيد المهتم بالشأنين النقدي والبلاغي بشكل عام، أو تهم إنجازات الباحث على نحو خاص. كما تضمن الملحق نص محاضرة نوعية تقدم بها الباحث في مناسبة تكريمه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش. وهي محطة نبهت إلى أهم القضايا البلاغية والمعرفية التي تشغل الباحث، وتشكل أساس تفكيره البلاغي.
تعليقات الزوار ( 0 )