حذر باحث متخصص في علم الاجتماع من غض الطرف عن ظاهرة اغتصاب الأطفال؛ داعيا السلطات إلى تطبيق القانون للحد من تفشيها في المجتمع.
وتعرضت في الآونة الأخيرة الطفلة إكرام ذات الست سنوات لاغتصاب من طرف رجل استدرجها إلى بيته يقطن بجوارهما في إقليم طاطا حيث كانت تلعب مع أولاده، في جنوب شرق البلاد.
وانبرى رواد منصات التواصل الاجتماعي للدفاع عن الطفلة التي تعرضت للاغتصاب عبر إطلاق هاشتاغ #كلنا إكرام، تعبيرا عن رفضهم لمتابعة الرجل المغتصب في حالة سراح، بعدما تنازل أب الطفلة عن القضية.
وعقب موجة من الانتقادات الغاضبة والاحتجاجات لرواد الفايسبوك، قامت محكمة الاستئناف بأكادير بمتابعة الرجل المغتصب الأربعيني في حالة اعتقال.
وأضاف الشعباني في تصريح؛ لجريدة “بناصا”؛ اليوم الأربعاء أن ظاهرة اغتصاب الاطفال قديمة وليست جديدة، ولذلك أضحت متفشية ولم تعد تفاجئ أحدا، معتبرا أن المسألة لا تكمن في التربية، بل في القضاء على كل العوامل التي تؤدي إلى حدوث ظاهرة الاغتصاب.
وأكد الباحث المتخصص في علم الاجتماع على ضرورة رفع الوعي من طرف الآباء والتنبه للظاهرة المتفشية خصوصا في المدن المكتظة بالسكان.
وأردف الشعباني بالقول إن الآباء مُطالبون بتوجيه كل اهتمامهم لمقاومة كل العوامل التي قد يستغلها المغتصب في إشباع مرضه.
واعتبر أنه أصبح يتم التسويق للظاهرة لها والمتاجرة بها كبيع الأطفال في العديد من الدول، لافتا أنها ظاهرة تتم في الخفاء ويتم التستر عليها.
وأوضح الشعباني أن اغتصاب الاطفال مرتبط بما هو ذاتي مُرتبط بشخصية ونفسية المغتصب الذي يعاني من اختلالات وعقد مثل تعرضه هو نفسه للاغتصاب في طفولته، مشيرا أن المغتصب يعتبر اغتصابه للأطفال بمثابة انتقام لنفسه.
ووصف الشعباني ظاهرة اغتصاب الأطفال بالعمل الإجرامي، وجريمة مكتملة الأركان؛ معتبرا أن هناك عوامل مُساعدة تجعل المرضى يستغلون الأطفال جنسيا؛ منها ما هو اجتماعي من خلاله يتم التغرير بالأطفال واستغلال حاجتهم وعوزهم، وكذلك وجود الأطفال في بيئة غير صالحة في المدن المكتظة بالسكان.
وأبرز الشعباني أن لا يجب اتهام دائما الفقر والهشاشة؛ معتبرا أنهما من العوامل التي تتيح فرصة للمرضى بإشباع أمراضهم وساديتهم.
وأوضح أن ظاهرة اغتصاب الأطفال ظاهرة معقدة فيها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يتمثل في غض الطرف عن المغتصبين الأجانب الذين يستغلون الجهل والحاجة في إطار ما يسمى بالسياحة الجنسية.
وأشار الشعباني إلى أن “جريمة اغتصاب الأطفال يقوم بها الكبار لتوفرهم على الوسائل المادية والمعنوية”، مشددا على على “دور الآباء في توعية أبنائهم، مُوضحا أن المدرسة كذلك لم تعد آمنة لوجود معلمين يستغلون تلاميذهم جنسيا”.
تعليقات الزوار ( 0 )