شارك المقال
  • تم النسخ

انطلاق انتخابات مليلية المحتلّة وسط مخاوف مغاربتها من عودة إمبرودا للرّئاسة

انطلقت اليوم الأحد، الانتخابات البلدية في مليلية المحتلة، وسط مخاوف وسط السكان المغاربة، من عودة مرشح الحزب الشعبي خوان خوسيه إمبرودا، إلى رئاسة المدينة.

ويتنافس على رئاسة المدينة، إلى جانب إمبرودا، كل من دنيا المنصوري، مرشحة تحالف مليلية، وغلوريا روخاس عن الحزب الاشتراكي العمالي، وخوسيه ميغيل تاساندي عن “فوكس”، وغيما أغويلار عن بوديموس.

وترجع مخاوف المغاربة بشكل أساسيّ، إلى التحالف المرتقبة بين الحزب الشعبي و”فوكس” في حال نيلهما الأغلبية في مجلس البلدية المكون من 25 عضوا، بسبب مواقف الأخير التي وُصفت بـ”العنصرية”.

عداء للهوية الأمازيغية والثقافة الإسلامية

ويتبنى “فوكس”، الحزب اليميني المتطرّف، خطابا معاديا للهوية الأمازيغية والثقافة الإسلامية، وهو ما يعني بشكل حصري، مغاربة الثغر المحتل.

وكان الحزب اليميني، قد رفض في أحدث حلقة من مسلسل معاداته المستمرة للمغاربة مليلية المحتلة، الاعتراف الرسمي بالهوية الأمازيغية، أو تدريس لغتها في المؤسسات العمومية.

مؤامرة “تزوير الأصوات”

وتأتي الانتخابات، بعد ما سمي بـ”مؤامرة تزوير الأصوات”، التي شرع القضاء الإسباني والشرطة الوطنية، في التحقيق فيها منذ أسابيع، وقامت باعتقال عدد من الأشخاص على خلفيتها.

واستغل حزب “فوكس”، و”الشعب”، هذا الأمر، من أجل توجيه اتهامات إلى تحالف مليلية، ثاني أكبر حزب في المدينة، والذي يترأسه الطبيب ذو الأصول المغربية مصطفى أبرشان.

ووصل الأمر، إلى حد اتهام أبرشان بتنظيم اجتماعات مع المخابرات المغربية في الرباط، من أجل تحضير خطة للتلاعب بنتائج الانتخابات، من خلال استغلال ثغرات التصويت عبر البريد.

نفي أبرشان وبايتاس

واعتبر أبرشان، القائد التاريخي لتحالف مليلية، والذي مُنع من الترشح بسبب صدور أحكام قضائية ضده بعد وقائع شهدتها انتخابات 2019، أن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وتندرج ضمن الحملة الانتخابية.

ومن جانبها نفت الحكومة المغربية، في تصريح لمصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسمها، بشكل قاطع، تدخلها في انتخابات مليلية، معتبرةً أن الاتهامات الصادرة عن الأحزاب السياسية، تندرج في إطار الحملة الانتخابية.

انتشار واسع للشرطة صباح يوم الاقتراع

وحسب وسائل إعلام محلية، فقد قامت الشرطة، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، بالانتشار، على نطاق واسع في المدينة، لتجنب أي نوع من الحوادث.

كما قامت الشرطة، بالتمركز قرب مراكز الاقتراع في المدينة، خصوصا تلك الموجودة في الأحياء الهامشية، حيث تم الكشف عن محاولات لشراء الأصوات، وفق ما ورد في تقارير إعلامية محلية.

حملة مدبرة للإطاحة بـ”الحزب الإسلامي”

مقابل هذه الإجراءات، يرى تحالف مليلية المحتلة، المكون من مغاربة المدينة ومسلميها، أن الاتهامات الأخيرة، تأتي في إطار “حملة مدبرة” للإطاحة بالحزب والدفع بـ”PP”.

ويشعر قادة الحزب، الذي تصفه الصحف الإسبانية اليمينية بـ”الإسلاميّ”، بأن التحقيق يستهدف منعهم من استعادة السلطة في المدينة ذاتية الحكم.

ويرى اليمين المتطرّف، أن وصول “الإسلاميين” إلى الحكم في مليلية المحتلة، يعني أنهم سيشرعون في إعادة الاندماج مع المغرب، الذي أرسل اليوم شكوى رسمية لدى الاتحاد الأوروبي، يؤكد فيها مغربية الثغرين.

وتعطي استطلاعات الرأي صدارة الانتخابات البلدية، إلى الحزب الشعبي بـ 10 مقاعد، والرتبة الثانية لتحالف مليلية بـ 8 مقاعد، فيما سيتراجع، الحزب الاشتراكي العمالي للمركز الرابع، مقابل صعود “فوكس”.

ويعني هذا، في حال حدث، أن الحزب الشعبي الذي سيتحالف مع “فوكس”، سيعود إلى رئاسة المدينة، في شخص إمبرودا، الذي تولى المنصب لحوالي 20 سنة، قبل أن تُسقطه انتخابات 2019.

التغير الديمغرافي يعطي المستقبل للمسلمين

ورغم هذا، إلا أن مخاوف اليمين المتطرّف، لن تنتهي، حيث يحذر من “استيلاء” المسلمين على المدينة في العقود المقبلة، في ظل أن عدد مواليدهم أكبر من نظرائهم المسحيين، ما يعني تغيّر التركيبة الديمغرافية مستقبلاً.

وتشير الإحصائيات، إلى أن نسبة المسلمين، التي تساوي في الوقت الحالي، تقريبا، المسيحيين في مليلية، سترتفع بشكل متواصل في العقود المقبلة، ما يعني أن المستقبل يميل لصالح تحالف مليلية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي