شارك المقال
  • تم النسخ

انتخابات 8 شتنبر تنهي خطاب ”الشعبوية”.. باندحار آخر رموزها في السّاحة

يبدو ان الخطاب السياسي المغربي، بعد رهان شتنبر 2021، بدأ في التغير، في سياق اندحار كل الأوجه السياسية المعروفة على الساحة السياسية المغربية بـ’’الشعبوية’’ وعودة تيارا ‘’التكنوقراط’’ والنخب السياسية ‘’التقليدية’’ اللذين كانا مهيمنين على الساحة السياسية المغربية، قبل سنة 2011.

ويأتي هذا في ظل غياب أغلب الوجوه السياسية التي مسيطرة على المشهد السياسي، والأمانة العام للأحزاب الكبرى، وكانت تثير ضجة كبيرة، وتخاطب المواطنين بأسلوبها السياسي ‘’الشعبوي’’، أبرزهم الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، والأمين العام لحزب الاستقلال السابق عبد الحميد شباط، والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، ووزير التعليم الراحل محمد الوفا وآخرون أثثوا المشهد السياسي في مرحلة ما بعد الاحتجاجات التي شهدتها فيما يسمى بالربيع ‘’الديمقراطي’’.

وشهدت الحملة الانتخابية، عودة عدد من الوجوه السياسية، إلى الواجهة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أبرزهم عبد الإله بنكيران الذي، ظهر على مقطع فيديو على صفحته الرسمية، بعثر من خلاله أوراق ‘’البيجيدي’’، كما هو الشأن لحزب ‘’الاستقلال’’، بعدما رفض تزكية حميد شباط لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية باسم حزب ‘’الميزان’’ حيث ظهر الأخير عبر مقاطع فيديو باسم حزب ‘’جبهة القوى الديمقراطي’’ وبأسلوبي شعوبي حاول من خلاله التأثير على الكتلة الناخبة بمدينة فاس.

ويعد موعد 8 شتنبر الجاري، النقطة التي وضعت حدا لكل الوجوه السياسية المعروفة بـ’’الشعبويين’’، خاصة وأن آخر الوجوه، حميد شباط، المرشح باسم حزب غير الذي ترأس أمانته العامة، حيث أثار ضجة كبيرة خلال فترة الحملة الانتخابية، إلا أن نتائج الاقتراع، وضعته في خانة الأشخاص الذين انتهوا سياسيا، بعدما فشل في الحصول على رئاسة مجلس فاس الذي كان الصراع حوله قويا، حيث دخل في صراع كبير مع حزبه القديم ‘’الاستقلال’’ وحزب ‘’البام’’، و’’الأحرار’’ الذي  حصل على الرئاسة.

وباندحار ‘’الشعبويين’’  بفوز حزب التجمع الوطني للأحرار بالرتبة الأولى خلال الاستحقاقات الانتخابية متبوعا بالأصالة والمعاصرة والاستقلال، ينتظر المغاربة منذ أيام من تنصيب رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الوجوه السياسية الجديدة التي ستطغى على المشهد السياسي خلال خمس سنوات، متسائلين، هل ستعيد الوجوه السياسية الجديدة خطاب الشعبوية إلى الواجهة، أم أنها ستعيد المغرب إلى مغرب ‘’التيكنوقراط’’. 

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي