تتجه وزارة الصحة المغربية، بقيادة خالد آيت طالب، إلى اعتماد العلاج المنزلي للمصابين بفيروس كورونا المستجد، عقب الارتفاع الكبير في العداد اليومي للحالات المؤكدة الجديدة، وتجاوزهم في بعض الأقاليم والعمالات للطاقة الاستيعابية للمستشفيات المخصصة لاستقبالهم.
ويطرح توجه الوزارة الجديد العديد من الإشكالات، حيث يرى عدد من المراقبين بأن اعتماد العلاج المنزلي، قد تكون له نتائج عكسية، ربما تصل لحد مضاعفة عدد الحالات المصابة، وارتفاع عدد الحالات الحرجة، في ظل الوضعية الاجتماعية بالمغرب.
مساحة صغيرة وأعداد كبيرة
ويبرر المتخوفون مما تتجه إليه وزارة الصحة، بأن السكن في المغرب، في مجمله، وخاصة في المدن الكبيرة، يتميز بمساحة صغيرة، لا تتجاوز الـ 70 مترا، في مقابل تواجد 5 أفراد في الأسرة كمعدل متوسط، الأمر الذي يمكن أن ينجم عنه تفشي الوباء.
إلى جانب أن قرار العلاج المنزلي، يمكنه أن يتسبب في نقل العدوى بين أفراد الأسرة الواحدة على الأقل، فإنه يمكنه أيضا، أن يجعل من الوحدات السكنية التي قد يقطن بها بعض المصابين، بؤرا عائلية، في ظل وجود احتمال كبير لتفشي الفيروس في أوساطهم.
المرحاض المشترك
من المعروف أن أغلبية بيوت المواطنين المغاربة، تتوفر على مرحاض واحد مشترك، ما قد يعرض باقي أفراد الأسرة لخطر الإصابة بالعدوى، ورغم كل الإجراءات الوقائية التي يمكن أن يتخذوها، إلا أن احتمال إصابتهم يظل قائما بقوة.
وينصح الأطباء، في حال تواجد مرحاض واحد فقط، مشترك مع مصاب بفيروس كورونا، بالحفاظ على نظافته طوال اليوم، والحرص على تهويته بشكل مستمر، وهو ما يعتبر عائقا بحد ذاته، في ظل وجود عدد كبير من المنازل التي لا تحظى مراحيضها بالتهوية اللازمة، إما بسبب مكانها، أو بسب صغر نوافذها.
كما ينصح الخبراء أيضا، بعدم دخول المرحاض، مباشرة بعد استخدامه من شخص مصاب بكورونا، إلا بعد تنظيفه بالمعقمات بشكل كامل، الأمر الذي قد لا يكون متاحا لكل الأشخاص، نظرا لأن الحاجة “البيولوجية” للإنسان، لا تحتمل الانتظار.
تهوية المنزل
بإمكان أغلبية المواطنين توفير تهوية جيدة لمنازلهم، ولكن هناك فئة أخرى، وعددها ليس قليلا، يصعب عليها ذلك، بسبب عدم توفر النوافذ في كل غرفها، ما قد يسهل من مأمورية انتقال العدوى، عبر عطسة، أو سعلة المصاب، في ظل إمكانية بقاء الفيروس في الهواء لساعات.
إشكالية مدن الصفيح
إلى جانب الإكراهات السالفة الذكر، تشكل مدن الصفيح، إحدى الإشكاليات الكبرى التي تعترض تطبيق العلاج المنزلي، ففي ظل توجه الوزارة إلى الاقتصار على نقل الحالات الطاعنة في السن، والمصابة بأمراض مزمنة، للمستشفى، يبقى السؤال عن مصير قاطني أحياء الصفيح، الذين يعتبر تطبيق العلاج المنزلي عليهم شبه مستحيل.
تعليقات الزوار ( 0 )