تستعد القرية الجبلية آيت بوكماز، أو الهضبة السعيدة كما تعرف دوليا، لاستقبال السياح المحليين والأجانب بعد إغلاق قسري امتد من مارس 2020 بسبب تداعيات وباء كورونا.
وقد أزم هذا الإغلاق من الوضع الاقتصادي بهذه القرية الجبلية الهادئة التي تبعد بنحو 70 كلم عن مدينة أزيلال، في عمق الأطلس الكبير الأوسط، فإلى جانب الأنشطة الفلاحية كانت السياحة الجبلية أحد أنشطتها الرئيسية.
ويطلق على القرية اسم الهضبة السعيدة لكونها تمتد على فجاج خصبة، ووديان وعيون تقطع البساتين المخضرة طوال السنة لكن فقط خلال المواسم المطيرة والتي قلت بحدة خلال العقود الأخيرة.
فرغم كونها تتواجد وسط الأطلس خزان المغرب المائي فإن ضعف التساقطات الثلجية والمطرية أصبح قاعدة وليس استثناء.
ولعل ذلك ما جعل الساكنة تركز في أنشطتها على السياحة الجبلية بحكم التوافد الكثيف للسياح المحليين والأجانب على هذه القرية قبل أن تقفل الجائحة باب هذا المورد الحيوي.
وأصبحت المنطقة منذ عقود قبلة للزوار الباحثين عن الهدوء والسكينة وسط الجبال والعيون المائية وأيضا عشاق الرياضات الجبلية مثل الاستغوار والسباقات المائية وتسلق الجبال.
وتطورت خلال هذه الفترة أنشطة حيوية لاستقبال الزوار من مآوي سياحية ومنازل معدة للضيوف ومطاعم ومقاهي وسط البساتين والأشجار ومحال لبيع المنتجات المجالية التي تبدع عدة تعاونيات نسائية في إنتاجها.
يقول ابراهيم أبرغوس رئيس الجمعية الجهوية للمرشدين السياحيين بني ملال خنيفرة لتلفزيون ”M24“ التابع للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء إن آيت بوكماز تتطلع حاليا لاستئناف الأنشطة السياحية التي توقفت بسبب الجائحة، مبرزا وفرة المآوي السياحية والمنتجات المجالية في المنطقة.
وقال إن آيت بوكماز والتي تعني ”ناس الوسط“ لكونها تتواجد في مركز جبال الأطلس الكبير على علو 1800 متر على سطح البحر، ذات جمال خلاب تحيط بها جبال من نحو 4000 متر وتكوينها الجيولوجي فريد لكونها منطقة خصبة شاسعة وسط الجبال.
وأشار الى أهميتها الفلاحية الكبيرة وكذلك أهميتها السياحية التي تجذب منذ سبعينات القرن الماضي خصوصا هواة الرياضات الجبلية والاستجمام وسط الطبيعة، مضيفا أنها من بين 15 جماعة تشكل المجال الترابي للمنتزه العالمي جيوبارك مكون وتتواجد بها آثار مهمة للديناصورات ماتزال منقوشة على صخور موقع “إباقليون” علاوة على إرث جيولوحي غني .
من جانبه يقول الفاعل الجمعوي خالد تيغوبين إن الهضبة السعيدة لآيت بوكماز تقع في الأطلس الكبير المتوسط وتتميز بالسياحة والفلاحة التي تشكل أعمدة الإنتاج بالوادي.
وأشار الى أن المنطقة قطعت أشواطا في تنمية بعض المنتوجات وخلق تجانس بين قطاعي الفلاحة والاقتصاد التضامني والسياحة، فهناك العديد من التعاونيات النسائية خصوصا تنتج منتجات فائقة الجودة، ويعول على القطاع السياحي لترويجها وتسوقيها خصوصا في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد 19 التي أثرت سلبا على المنطقة.
وأشار الى أن آيت بوكماز تتميز فلاحيا بعدة أنشطة من بينها تربية المواشي والاشجار المثمرة، مبرزا حدوث تحول في نمط الانتاج وبالخصوص من الحبوب كمنتجات رئيسية الى الأشجار المثمرة والزعفران باعتبارها أكثر قيمة وذات عائد كبير تنمويا.
وأوضح أن إنتاج الزعفران لديه مستقبل كبير في المنطقة حيث أثبتت التجارب أنه بجودة عالية وقادر على تثمين الملكيات الصغيرة وأن يكون حلا من حلول تدبير ندرة المياه.
وفيما يخص السياحة أشار الى أنها قديمة في الهضبة السعيدة التي كان بها سابقا مركز لتكوين المرشدين السياحيين الجبليين، علاوة على كونها تتميز بوفرة المآوي السياحية والتي لديها ميزة قوية في التبادل الثقافي وتنمية وتسويق المنتجات المجالية.
تعليقات الزوار ( 0 )