عادت الحياة إلى المدن المغربية، بعد قرارات التخفيف الجديدة لقيود الحجر الصحي المفروض في المغرب منذ شهر مارس الماضي، واستأنفت المحلات التجارية والفضاءات العامة نشاطها، وأقبل المغاربة على الخروج من المنازل إلى الشوارع والمقاهي والشواطئ، للاستمتاع بكل لحظة افتقدوها خلال الأشهر الماضية، لكن في المقابل ما زالت المدن المتوسطية تفتقد للأجواء الصيفية بلا سياح.
في مثل هذا الوقت من كل سنة، يكون مطعم محمد المطل على شاطئ السعيدية، مزدحما بالسياح، لكن مع استمرار المغرب في إغلاق حدوده، أضحى لا يستقبل سوى بعض الزوار القادمين من مدن الجهة الشرقية.
وقال محمد لـ “بناصا”، كنت أستقبلُ في مثل هذا الوقت من السنة المئات من السياح، لكن موسم الاصطياف هذه السنة بالسعيدية يبدو أنه سيعرف تراجعاً كبيراً، عكس ما كان عليه الأمر في السنوات الماضية التي كانت تنتعش فيه الحركة التجارية.
وأوضح ذات المتحدث أن المطاعم تعرف في مثل هذه الفترة رواجاً منقطع النظير، من خلال توافد العديد من السياح على المدينة لقضاء العطلة الصيفية، لكن صيف هذه السنة الوضع يشير إلى غير ذلك تماما.
وغير بعيد عن مدينة الناظور، توجد قرية “تيبودا” التي تبعد بـ 60 كيلومترا عن مركز المدينة، حيثُ يلتقي البحر بالجبال التي تنسج خيوط عشق مع السياح الإسبان الذين يتوافدون على المنطقة بكثرة عبر اليخوت، لقربها من مدينة مليلية المحتلة، توجد مطاعم تقليدية متخصصة في السمك، غير أن عدم الاقبال عليها يؤدي بأصحابها إلى إغلاقها، في انتظار سياح لتفتح أبوابها.
وفي هذا الصدد، يقول صاحب مطعم لـ “بناصا”، “المنطقة تجذب السياح بكثرة في فصل الصيف، لكن استمرار المغرب إغلاق حدوده، يضيع علينا فرصة تحسين الوضع لتعويض الأضرار التي لحقت القطاع منذ فرض حالة الطوارئ الصحية ببلادنا، متمنيا أن يتحسن الوضع في القريب العاجل”.
وفي سياق متصل، بدأت بوادر الانفراج تلوح في الأفق بعد رفع الحجر الصحي عن معظم مدن المغرب واستئناف حافلات النقل الطرقي لأنشطتها، لكن في المقابل ركودٌ غير مسبوق مازال يخيم على قطاع السياحة الداخلية، نظرا لعدة مؤشرات قد تتسبب في استمرار الركود، حسب بعض الفاعلين في قطاع السياحة.
ومن بين هذه المؤشرات أسعار معظم الفنادق التي لم يطرأ عليها أي تغيير، عكس توقعات المواطنين الذي كانوا يمنون النفس بالسفر والترويح عن النفس، والاستمتاع بفنادق مصنفة بأسعار مغرية، بعد الضغوطات التي تسبب فيها الحجر الصحي، وسماح وزارة السياحة لمؤسسات الإيواء السياحي المصنّفة فقط بفتح مرافقها واستئناف أنشطتها، باحترام نسبة الإيواء، دون الحديث عن أهم نشاط يساهم في تشجيع السياحة الداخلية، ألا وهو كراء الشقق الخاصة بالاصطياف، حيث يسود غموض حول إمكانية استئنافها من عدمه.
وتوقع تقرير لمنظمة الأمم المتحدة، خسارة كبيرة للمغرب في القطاع السياحي بسبب تداعيات أزمة كوفيد 19، إذ يتوقع تغيرا سلبيا للمغرب بنسبة 5 في المائة، من الناتج المحلي الإجمالي المرتبط بالسياحة في حالة السيناريو المتفائل، وفي حالة السيناريو المتوسط ستصل الخسارة إلى ناقص سبعة في المائة؛ أما السيناريو الأكثر تشاؤما فتصل معه الخسارة إلى ناقص عشرة في المائة.
وأطلقت منظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، رفقة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، برنامجاً يهدف إلى تحفيز انتعاش قطاع السياحة في أكثر من 10 دول عبر العالم، من بينها المغرب.
تعليقات الزوار ( 0 )