يُشكّل الموقف أحد أهم النقاط التي تُسهّل مأمورية الباحث عن شغل مؤقت أو صاحب العمل الذي يبحث عن عمّال، خصوصا في المدن التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على الفلاحة، غير أن تفريخ الجرائم والدّعارة، دفع مجموعة من سكان المناطق المتضررة، إلى مطالبة السلطات باتخاذ إجراءات صارمةٍ لإنقاذ المواطنين.
ويطالب سكان بركان، وهي من المدن التي يعتمد اقتصادها على الفلاحة، ويعرف “الموقفّ”، رواجاً مهمّاً، خصوصا في هذه الفترة من السنة، بتدخل السلطات المحلية والإقليمية، من أجل نقل هذا الملتقى، إلى خارج المدينة، لأن في استمراره على امتداد زنقة شراعة، والتقائها بشارع الحسن الثاني وشارع محمد الخامس، له سلبيات كثيرة.
وقال مواطنون من مدينة بركان في تصريحات لجريدة “بناصا”، إن “الموقف، يعتبر نقطة مهمّة يقصدها العشرات من المياومين بشكل يومي، للبحث عن فرصة شغل وتوفير لقمة العيش لمئات الأسر، غير أن العديد من الأشخاص، من ذوي السوابق القضائية، الفارين من مدن أخرى، يختبئون في أحياء مجاورة ويلجأون إليه لتنفيذ عمليات سرقة”.
وأوضح المتحدثون للجريدة بأن المعنيين، “يفرون من مدن أخرى، ويأتون إلى بركان، حيث يكترون في أحياء هامشية مثل بوهديلة أو بويقشار أو غيرها، لا يعرف خلفيتهم الإجرامية أحد، ويشرعون في التوجه للموقف للبحث عن عمل، غير أنهم حين لا يجدون، يبدأون في تنفيذ السرقات في الصباح الباكر، وهو ما راح ضحيته العديد من المواطنين بالمدينة”.
وتابع المصدر بأن الموقف “فرّخ العديد من المجرمين، وتسبب في تشكيل شبكات دعارة تنشط في عدد من الأحياء الهامشية في المدينة، حيث عمدت عدة مشتغلات بالموقف، ممن جئن إلى بركان من مدن أخرى، إلى اكتراء بيوت ببوهديلة وبويقشار على سبيل المثال، ومحاولة إقناع رفيقاتها في السكن، بامتهان الدعارة، وتوفير مصدر جديد للدخل”.
وذكّر المتحدثون لـ”بناصا”، بالخنفوري، أشهر المجرمين في تاريخ المغرب، والذي عمد “إلى الفرار لمدينة بركان، واكتراء بيت بأحد الأحياء الهامشية، والاشتغال في الموقف، دون أن يعرف أي شخص بأنه أخطر مجرم في البلاد، وله تاريخ دمويّ مليء بالقتل والإجرام والاغتصاب والسرقة وكلّ أنواع الجرائم”.
واستدرك الشخص نفسه، بأن “تشديد السلطات لإجراءات الحصول على وثائق الإقامة والبطاقة الوطنية، والحملات الأمنية المتكررة التي تقوم بها مصالح الأمن، قلّل من تسلل المجرمين المبحوث عنهم إلى مدن جديدة، وانصهارهم وسط السكان، غير أن الظاهرة ما تزال موجودة، ويمكن للراغبين في التأكد منه، المجيء للموقف قبل الفجر، ومراقبة الوضع، حيث يمكن أن يتصادف مع عملية سرقة”.
وبخصوص الحلّ يقول المواطنون، إن “وجود الموقف في شوارع ومهمّة وسط مدينة بركان، يزيد من إمكانية تعرض المواطنين لخطر السرقة أو الوقوع ضحية لجريمة”، مردفين، بأن “على السلطات الوصية أن تقوم بنقل ملتقى المياومين إلى منطقة خارج عاصمة البرتقال، ولحدوث هذا، لابد من توفر الإرادة السياسية محلياً، وهذا ما لا يبدو أنه سيحصل”، وفق المتحدثين.
تعليقات الزوار ( 0 )