تواصل الولايات المتحدة الأمريكية، إثارة التساؤلات بالموقف الذي يعبر عنه مسؤولوها بعد كلّ سؤال بخصوص الصحراء المغربية، والمتعلق بأن قراراتها بهذا الشأن لم يشملها أي تغيير، حيث يعتبره العديد من المتابعين، تصريحاً غير وواضح، وتجنّباً من واشنطن للتأكيد على أنها تعترف بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.
وعلى الرغم من أن مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية، أكدوا في أكثر من مرّة، أن موقف إدارة بيادن، من الصحراء المغربية، لم يتغير، وهو ما يعني الحفاظ على آخر قرار اتخذه الرئيس السابق دونالد ترامب، بشأن الاعتراف بسيادة المملكة على جنوبها، إلا أن تجنب قول الموقف صراحةً، يواصل إثارة الغموض حول مستقبل القرار، والخطوات المحتملة من المغرب لتجنب الأسوء.
واعتبر محمد المرابطي، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، بكيلة الحقوق بجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس، أن تكرار المسؤولين الأمريكيين لعبارة “لا شيء تغير في الموقف الأمركي”، أضحت بلا معنى تقريبا، “وإن كانت تفيد نوعاً من الثبات على إعلان الاعتراف بمغربية الصحراء، وأن لا أحد من الأطراف المعنية قد استطاع أن يقنع البيت الابيض بتغيير الموقف الرسمي الذي أعلن عنه الرئيس السابق ترامب”.
وقال المرابطي في تصريح لجريدة “بناصا”، إن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه، هو “اعتراف من دولة عظمى تؤثر إلى حد كبير في مجريات الأحداث على الساحة الدولية، وليس اعترافا موقعا من دولة عادية”، لذلك، يتابع المتخصص في القانون الدولي والعلاقات الدولية، “كنا ننتظر أن يكون لهذا الاعتراف ما بعده”.
وأوضح المرابطي، أن الأنظار كانت موجهة لما بعد الاتفاق، “بتنفيذ الوعود التي التزم بها ترامب في نهاية ولايته، فتح القنصلية في الصحراء والقيام باستثمارات عملاقة بالأقاليم الجنوبية للمملكة، لكي يصبح الاعتراف مجسداً على أرض الواقع”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية لها من الوسائل والإمكانيات الكافية للضغط على الأطراف من أجل حل نهائي للنزاع”.
خاصة، يضيف المتخصص في العلاقات الدولية، أن المقاربة المغربية باعتماد حكم ذاتي في الصحراء، له العديد من المؤيدين من دول وازنة في المشهد الدولي، من شأن ذلك أن يساعد الإدارة الأمريكية على الضغط لحسم النزاع الذي عمر ما يقارب نصف قرن من الزمن”، مسترسلاً: “ويلاحظ أن المغرب لا زال ينتظر تفعيل قرار الاعتراف بمغربية الصحراء”.
وأكد المرابطي أن “الانتظار والترقب بدون لعب أوراق ضغط لن يغير من الأمر شيئا، وأعتقد أن المغرب انتبه إلى ذلك عندما استقبل قيادة حركة حماس بحفاوة وتغطية إعلامية رسمية، فإنما أرادت المملكة أن تبعث برسائل إلى من يهمهم الأمر”، متابعاً: “أتصور أن المفيد للمغرب أن يواصل في لعب أوراقه في هذا الاتجاه”.
واشار المرابطي في ختام حديثه للجريدة، إلى أن “الرهان على الأمم المتحدة ومبعوثها الرسمي، دون استعداد الولايات المتحدة الأمريكية للعب أدوار حاسمة لتدبير النزاع بواسطة الآليات الأممية، يبقى رهاناً على سراب”.
تعليقات الزوار ( 0 )