تحل اليوم (13 يونيو) الذكرى السادسة لرحيل المهدي المنجرة الاقتصادي وعالم الاجتماع مغربي، وواحد من أهم المرجعيات العربية والدولية فيما يخص السياسة والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية.
وقبل أزيد من 15 سنة قال المهدي المنجرّة بمؤلفه “الإهانة في عهد الميغا إمبريالية” إن المستقبل يحمل متغيرات واقعة لا محالة، وهي بداية الانحطاط الأَمريكي، حيث أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي في تراجع مضطرد في مقابل اقتصاديات دول أخرى ناهضة، ويرى بأنه لولا الاستثمارات اليومية وملايين الدولارات التي تأتي من اليابان وأوروبا والشرق الأوسط لكانت أمريكا في وضعية صعبة للغاية.
ويقول بأنه عندما تحس دولة بالنهاية الوشيكة وهذا ينطبق على الأشخاص، فإن الذاتية والجوانب العاطفية يتحكمان في العقلانية، أثناء اتخاذ القرارات مهما كانت خطورتها، ويرى بأن الانهيار سيصيب ما يسمى ثقافة أو حضارة الغرب، وإن الرؤية العرقية المتمركزة على الذات التي تتميز بها الحضارة الغربية سائرة لا محالة إلى الزوال.
ونحن، الآن، نؤدي الثمن عن الإهانة التي لحقت شعوبنا أيام الاستعمار، وحين ذهب جاء استعمار جديد مُشكّل من تحالف بين الميغا امبريالية وحكامنا الجدد، الذين عملوا على إفساد شعوبهم، فإلى أين نتوجه؟ الآن انتهى دور الشعوب في دفع الثمن، فقد ساهمت بما استطاعت ولا يمكن لها أن تستمر على نفس النهج.
نحن نعيش مرحلة صعبة، وستحدث بها عواصف وانعطافات لا ندري أين ستبدأ ولا أين ستنتهي، أمّا الاستقرار أو الجمود أو البقاء على الحال فإنه من المحال، إذ هو ليس موجوداً لا في الطبيعة ولا عند البشر.
(ص 123-126 الإهانة في عهد الميغا إمبريالية)
ما أجمل تلك الأفكار التي يحملها ذالك العقل المنير وما أحوجنا إلى دراستها قبل هذا الوقت لنستوعبها ،لكن ماذا عسانا أن نفعل والدولة وأعداء التقدم والرجعية قد فرضوا عليك الحصار ولا يريدون لنا ان نتنور بأفكارك التقدمية ؟ لقد ضيعوك وضيعونا ولا يسعنا إلا قول لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.