Share
  • Link copied

الملكُ بالحسيمة لأزيدَ من شهرٍ.. ما هي رسائلُ طولُ الإقامةِ الملكيةِ بـ”قلبِ الرّيفِ”؟

بمناسبة الذكرى الـ 21 لعيد العرش، أصدر الملك محمد السادس، عفوا ساميا على أزيد من عشرين معتقلا على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها الحسيمة قبل حوالي ثلاث سنوات، ليتجه الملف، وفق العديد من المراقبين، خطوة جديدة نحو الانفراج، قبل أن يقرر بعدها، التوجه إلى “منارة المتوسط”، من أجل قضاء عطلته كما جرت العادة في الأعوام الماضية.

وخلال تواجده بالحسيمة، ألقى الملك منها، خطاب ثورة الملك والشعب، حيث نبه من خلاله إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الموصى بها من طرف وزارة الصحة، من أجل تفادي تفاقم الوضعية الوبائية في البلاد، وأشار إلى أن الظرفية الاستثنائية تقتضي الانضباط وتحمل المسؤولية، معبرا عن ثقته التامة في أن المغاربة يستطيعون تجاوز الأزمة، ليستمر الملك بعدها في المدينة إلى غاية اليوم، وهي ثاني أطول مدة يقضيها بها منذ جلوسه على العرش.

بقاء الملك بالحسيمة، لهذه المدة الطويلة، دفعت العديدة من المحللين والمراقبين إلى قراءتها على أنها تحمل رسائل عديدة، خاصة أنها جاءت على خلفية العفو على مجموعة من معتقلي المدينة، وفي وقت لم يتبق داخل أسوار السجن سوى أقل من 30 سجينا على خلفية “حراك الريف”، ما يعني اقتراب الملف، حسب كثير من المتابعين، من الانفراج.

وأرجع مراقبون أسباب الإقامة الملكية الطويلة بالحسيمة، إلى الأسباب الصحية، خاصة أن الملك بدا عليه تحسن ملحوظ خلال خطاب ثورة الملك والشعب في الـ 20 من غشت الماضي، عكس حالته الصحية خلال خطاب العرش قبلها بـ 20 يوما، في ظل أن المدينة الساحلية تتسم بالهدوء والسكينة وتساعد على الراحة النفسية.

إلى جانب نظافة الحسيمة وشواطئها، وجودة الهواء ونقائه، بالخصوص في المنطقة التي يرتادها الملك محمد السادس، شاطئ بوسكور، المتواجد ضمن الجماعة الترابية إزمورن، غرب عاصمة الإقليم، والذي يعتبر من أنظف الشواطئ على الصعيد الوطني، إلى جانب توفره على خلفية غابوية تضفي على الأجواء عبقاً خاصاً.

ساكنة الحسيمة، تقدر اختيار الملك المدينة للإقامة خلال فصل الصيف، حيث تحرص على توفير شروط الراحة بتفادي الإزعاج، خاصة في ظل الأجواء العامة، المتسمة بالأمل، الذي ساد في أوساط المواطنين بعد العفو الملكي الأخير، حيث ينتظرون أن يفرج الملك محمد السادس، عن ما تبقى من أبناء المنطقة خلف القضبان.

ويمارس الملك، في منطقة بوسكور، أنشطته الاستجمامية وهواياته المفضلة، خاصة ركوب الأمواج وصيد الأسماك، إلى جانب القنص في الغابة المتواجدة بالمنطقة، وسط رواج أخبار في صفوف الساكنة، عن إمكانية بناء قصر أو إقامة ملكية دائمة بالحسيمة في المستقبل القريب، من أجل ارتيادها من طرف الملك بشكل مستمر بدل الإقامات المؤقتة.

ومن شأن الإقامة الملكية بالحسيمة أن تساهم في تنشيط الدورة الاقتصادية بالمنطقة، وإنعاش الحركة التجارية، بحيث ستدفع المسؤولين المحليين للحرص على بذل مجهود إضافيّ لحل المشاكل الواقعة، والمحتملة، على مستوى البنيات التحتية والخدمات (الماء، الكهرباء، الهاتف، النظافة وإصلاح الطرق والمسالك، تعزيز الأمن، واستباق معالجة بعض المشاكل الاجتماعية لتفادي الاحتجاجات …).

وفي سياق القراءات التي أثيرت حول طول الإقامة الملكية بالحسيمة هذه السنة، كتب فاروق البضموسي، أستاذ القانون العام، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:”أول إقامة طويلة للملك بالحسيمة بعد توليه الحكم كانت خلال الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة فبراير 2004، والتي أعقبها خطاب تحدث فيه عن إعمار الريف وإدماجه في النسيج الاقتصادي الوطني”.

وأضاف أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس:”اليوم يقيم الملك بالحسيمة لمدة تفوق الشهر…وهي ثاني أطول مدة منذ تقلده الحكم…الزيارة جاءت بعد إطلاق سراح مايفوق عن عشرين من معتقلي حراك الريف…فهل الإقامة الطويلة مقارنة بسابقاتها هي مجرد عطلة استجمام عادية…؟؟؟ أم رسالة سياسية إلى أحزاب الأغلبية الحكومية التي عجزت عن تدبير ملف حراك الريف بالتجائها إلى عزل الريفيين ورميهم بالانفصال…؟؟؟”.

وتابع: “كيفما كانت القراءات.. يبقى أن هناك جهات داخل الدولة تسعى دائما إلى الإيقاع بين الملك والريفيين…بشهادة المرحوم عبد الهادي بوطالب أحد أكبر مستشاري الراحل الحسن الثاني..!!! نتمنى أن يتجدد خطاب إعمار الريف وإدماجه في النسيج الاقتصادي الوطني عبر إطلاق مشاريع تنموية وفي مقدمتها إطلاق سراح كافة معتقلي حراك الريف”.

ويأمل سكان الحسيمة في أن يتدخل الملك محمد السادس مرة أخرى، ويصدر عفوه على باقي معتقلي “حراك الريف”، من أجل طي الملف بشكل نهائي، خاصة أن العديد من المشاريع التي طالب بها المحتجون في المدينة قبل حوالي ثلاث سنوات، وصلت الأشغال بها إلى مراحل متقدمة، الأمر الذي من شأنه أن يدخل الأفراح على قاطني المنطقة.

Share
  • Link copied
المقال التالي