Share
  • Link copied

الملك يؤدي صلاة الجمعة بمسجد حسان في الرباط

بناصا – و.م.ع

أدى الملك محمد السادس، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد حسان بالرباط، فيما حث الخطيب على “التضامن الاجتماعي والتراحم الإنساني”.

واستهل الخطيب خطبة الجمعة بالتأكيد على أن الحديث النبوي الشريف “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، يعتبر بحق من جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم، لما فيه من الحكم واللطائف والإشارات، حتى إنه ليمكن القول بأنه صيغة نبوية شريفة لتعريف المجتمع المؤمن.

وأوضح الخطيب أن جوهر التعريف في هذا الحديث قام على أصل الاجتماع البشري في الإسلام، ومرجع العمران الحضاري فيه، المتمثل في التواد والتراحم والتعاطف، وكل ذلك إنما هو تفصيل منه (صلعم) لمعنى “المحبة” التي هي أساس قيام النسيج الاجتماعي في الإسلام وقوامه.

وأضاف أن مثال “الجسد الواحد” في وصف المجتمع، يعد أدق تعبير في الدلالة على طبيعة العلاقة الإيمانية المتبادلة بين الفرد والجماعة، أو بين المواطن والمؤسسة.

فالعضوية الاجتماعية أو المواطنة راجعة، في التعبير النبوي الشريف، إلى موقع العضو من الجسد الواحد الذي هو منه وإليه، من حيث الخدمة المتبادلة بناء على الوجدان الواحد، والشعور الواحد.

وما كان ذلك ليتم لو لم تكن العلاقة المؤسسة لذلك الترابط الإيماني الوثيق هي المحبة الجامعة لمعاني التواد والتراحم والتعاطف. ومن هنا -يقول الخطيب- ما كان للقلب النابض بهذه المعاني العظيمة، أن يصدر عنه أذى لجسده، لأن القلب المحب لا يمكن أن يصل الآخرين إلا بما يصل به نفسه من المودة والرحمة والعطف … وعلى هذا الأساس ميز الإسلام القرب من الله والبعد عنه، إذ أن المحبة إذا بلغت أقصى معانيها الوجدانية، بما لا يبقى معه شيء في مقصود الحب غير المحبوب سموها “عبادة”.

ومن هنا كان قول “لا إله إلا الله” قائما في الأصل على توحيد الله بالمحبة، وإفراده وحده بها. واعتبر الخطيب أنه خليق بمجتمع المؤمنين أن يكون خير مثال للتضامن الاجتماعي والتراحم الإنساني، وخليق به أن يكون نموذجا للتماسك بين أفراده ومؤسساته، وخليق به أن يكون رمز الأمن والسلام والمحبة. فلا غرو إذن -يبرز الخطيب- “إذا كان أمير المؤمنين قدوة المقتدين ونموذج المتأسين في كل هذه المعاني الإيمانية العظيمة، بما يسهر عليه من إشاعة روح التواد والتراحم والتعاطف، بين كل شرائح المجتمع وبين كل مؤسساته. ولا غرو أيضا إذا كان، أيده الله، رمز التضامن الاجتماعي، وصانع فلسفته بهذا البلد الأمين.

وأبرز أن الملك أعطى ويعطي دروسا في المحبة والرحمة، وفي معاني التواد والتعاطف، حتى صار التكافل الاجتماعي رمزا لا يذكر بيننا إلا مقرونا باسم جلالته، لما فاض من قلبه الكبير، من أنوار المحبة لشعبه، فكانت أياديه البيضاء ممتدة إليه بكل أسباب الخير، وبكل أسباب الحرص الأبوي الرحيم على أمنه واستقراره، وسلامة نسيجه من التمزق والانفصام، والسهر عليه بالرعاية السامية بما يضمن متانة وحدته وتضامنه، استلهاما لروح الشريعة السمحة، وحقيقة التدين السليم، بعيدا عن كل إفراط أو تفريط، امتثالا لقول الله تعالى “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا”.

Share
  • Link copied
المقال التالي