أحكمت القوات المسلحة الملكية قبضتها على أغلب تراب المنطقة العازلة التي كانت تستغلها جبهة البوليساريو من أجل الوصول إلى مجموعة من النقاط للقيام باستفزاز الجيش المغربي، وباتت تتعامل بكلّ جدية مع اقتراب أي هدف من جماعة الرابوني منها، وهو ما تسبب في مقتل العديد من الانفصاليين في الأسابيع الأخيرة.
وأسفر التعامل الصارم للقوات المسلحة الملكية مع الاقتراب من المنطقة العازلة، عن مقتل القيادي في الجبهة الانفصالية الداه البندير، قائد ما يسمى بجهاز سلاح الدرك في جماعة الرابوني، والمكلف بحراسة زعماء التنظيم، حيث كان يحرس إبراهيم غالي وعدداً من القادة، الذين توجهوا فجراً إلى منطقة تيفاريتي، غير أن طائرة مسيرة عن بعد للجيش المغربي شنت غارةً أنهت سريعاً تواجدهم بالمكان.
وفي الوقت الذي تأكد موت الداه البندير، لم تكشف جبهة البوليساريو الانفصالية عن تفاصيل الإصابات التي لحقت الأشخاص الآخرين الذين كانوا في المنطقة، من بينهم الأمين العام لجماعة الرابوني، غالي، الذي تفيد مصادر مطلعة أنه نجا من الواقعة، مقابل تعرض عدد من القيادات العسكرية الكبيرة لإصابات وُصفت بـ”متفاوتة الخطورة”.
وأكدت العملية الجديدة التي نفذتها القوات المسلحة الملكية، أن المغرب وضع حدّاً نهائيا لزمن التهاون في التسللات التي كانت عناصر الجبهة الانفصالية تقوم بها داخل المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني، وبات يتعامل بكل صرامة مع أي تحرك مشبوه، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد الخناق على البوليساريو، التي ستجد نفسها محاصرة في مخيمات تندوف.
وكانت صفحة القوات المسلحة الملكية، غير الرسمية، على “فيسبوك”، قد كتبت، عقب العملية، إن هناك “حالة من الارتباك تسود قلوب أعداء الأمة المغربية منذ قتل قياديين في التنظيم الإرهابي لتندوف المعروف باسم البوليساريو”، مشددةً على أن “القوي لا يتكلم، القوي لا يستعرض عضلاته، القوي لا يصيح، القوي لا يكيل البيانات الكاذبة… القوي يظهر قوته في الميدان دون شوشرة”.
وأوضحت الصفحة أن تراب الصحراء، سيبقى “خطا أحمرا لكل من سولت له نفسه الاستهانة بقدرات الفتك المتعاظمة للقوات المسلحة الملكية، ومقبرةً لأي جرذ انفصالي إرهابي خان بيعة أجداده من أجل دريهمات النظام المجاور أو يعيش أولاده رفاهية رغيدة في حين يتم استباحة شرف وعرض بني وطنه من النساء والأطفال بمخيمات العار بتندوف”.
واعتبر الفاضل ابريكة، المدون والناشط الحقوقي بمخيمات تندوف، قد اعتبر أن موازين القوى تغيرت بشكل جدري إلى الأبد، بعد أن صارت التكنولوجيا العسكرية عاملاً أساسيا في الساحة، مجدداً نداءه إلى الشباب الصحراويين الذين يتم تجنيدهم من قبل قيادة الرابوني، بشأن أن الأخيرة، لا همّ لها سوى دفعم إلى الهلاك والاستثمار في الضحايا.
ونشر ابريكة تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قال فيها، إن رحيل البندير يعتبر “درسا لمن يفهم ويتابع الأحداث، بأن موازين القوة في الصراع تغيرت بشكل جذري وإلى الأبد، وأن التكنولوجيا العسكرية أصبحت هي العامل الأساسي”، متابعاً: “مما يحز في النفس هو نجاة غالي الذي انفصل عن الكوكبة”، وفقه.
وأردف ابريكة، الذي سبق وفضح انتهاكات البوليساريو بالمخيمات في المحافل الدولية، “من هنا أوجه نداء أخويا لكل الشباب الصحراوي المجندين لأقول لهم إن قيادة الرابوني تدفعهم للهلاك حيث يستثمرون دماؤهم، وعائلاتهم في المخيمات تعيش الأمرين؛ اللجوء وقساوة الطبيعة والظلام الذي تداولته المنابر اليوم بشأن قرار قيادة الجبهة حرمان من لا يسدد ثمن الكهرباء منه”.
يشار إلى أن القوات المسلحة الملكية المغربية، عملت منذ الـ 13 من شهر نوفمبر الماضي، على غلق كل المنافذ التي استعملتها جبهة البوليساريو للتسلل والاقتراب من الجدار الأمني، وباتت تتعامل بحزم مع كل الاستفزازات التي تقوم بها جماعة الرابوني.
تعليقات الزوار ( 0 )