Share
  • Link copied

المغرب يسترجع المبادرة في الملف الليبي بعد تحول الجزائر إلى حلبة صراع دولي

يبدو أن الخارجية المغربية باتت على أبواب استرجاع المبادرة في الملف الليبي، فالزيارة الأخيرة لوزير خارجية حكومة طبرق في شرق ليبيا عبدالهادي لحويج للرباط، والاتصال الذي جرى في الوقت نفسه مع رئيس المجلس الأعلى الليبي خالد المشري، يبين أن الخارجية المغربية تحركت بعد أن لمست لدى الأطراف الليبية قبولا بمبادرة مغربية جديدة في شكل الصخيرات الثانية.

ويأتي هذا التحرك المغربي بعد فشل مؤتمر برلين وانهيار الهدنة المؤقتة وعدم قدرة لقاء جنيف الأخير على جمع العسكريين التابعين لحفتر والسراج.

ومن الواضح ان الخارجية المغربية تسترجع بهدوء دبلوماسي المبادرة في الأزمة الليبية، وذلك بعد اضطراب دبلوماسية الرئيس الجزائري عبد المجبد تبون ووزير الخارجية صبري بوقادوم اللذين ارتميا في أحضان الملف الليبي بإعلان رفض دخول حفتر لطرابلس لتستقبل الجزائر بعد ذلك أردوغان المعلن عن تدخله في الأراضي الليبية بحجة مذكرة تفاهم، وهو ما جعل الرئيس تبون ووزير الخارجية صبري بوقادوم يلجآن بعد ذلك إلى مناورة واضحة كان هدفها عزل المغرب، وذلك باستقبالهما لدول الجوار الليبي الذي غاب عنه الليبيون في إشارة إلى رفض شطحات الجزائر المرتبطة بمحاولة هروب عبدالمجيد تبون من حراك داخلي يطعن في شرعيته،

ويبدو أن الجزائر فشلت بعد ذلك في جر التونسيين إلى مبادرة موحدة، إذ أعلن بلاغ مشترك بين الجزائريين والتونسيين بمناسبة زيارة الرئيس التونسي للجزائر عن مبادرة لحل الأزمة الليبية.

وهي المبادرة التي لم تتم صياغة مضامينها لحد اليوم، والواضح أن الجزائر عاجزة دبلوماسيا عن تقديم أفكار قد تجمع الليبيين، لينتهي المسلسل الجزائري بلقاء بوقادوم لحفتر، ففي ظرف لايتجاوز الثلاث أسابيع فقدت الجزائر ثقة السراج وحفتر معا.

لذلك، يبدو واضحا أن الخارجية المغربية اختارت الوقت المناسب للشروع في لقاء الليبيين، فجميع الأوراق احرقت من موسكو وبرلين وجنيف، وتتجه الأنظار اليوم للصخيرات الثانية مادامت المؤسسات الليبية الموجودة اليوم نابعة من الصخيرات الأولى.

ولازالت قرارات مجلس الأمن تشرعن مبادرة وحيدة منذ سنة 2015 هي مبادرة الصخيرات، ولعل المؤشر الذي يجب الانتباه إليه اليوم يتمثل في كون الجزائر باتت مرتبكة وضعيفة دبلوماسيا، رغم كل الشطحات التي قامت بها، وستحتاج إلى وقت طويل لحل أزمتها الداخلية قبل العودة للساحة الإقليمية والدولية، لانه لايمكن لدولة مطعون داخليا في شرعية انتخاب رئيسها ان تحل أزمة بحجم ليبيا،أكثر من ذلك ان محاولة توظيف الأزمة الليبية لحل الأزمة الجزائرية الداخلية قد يحرق الجزائر نفسها ،لان تعاقب حضور المتصارعين من تركيا والإمارات والعربية السعودية إلى الجزائر في مدة لا تتجاوز الاسبوعين يعني بكل وضوح أن عبدالمجيد تبون وضع لأول مرة دولة الجزائر في قلب صراع دولي حول الجزائر وليس ليبيا.

Share
  • Link copied
المقال التالي