Share
  • Link copied

المغرب في دائرة التكهنات: هل يصبح وجهة لإعادة توطين لاجئي غزة في إطار الخطة الأمريكية المثيرة للجدل؟


في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خطط الولايات المتحدة “للإشراف” على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه، أثار تقرير إسرائيلي نشرته وسيلة إعلامية عبرية (N12) جدلاً واسعاً بعدما ذكر أن الإدارة الأمريكية تدرس ثلاث وجهات محتملة لإعادة توطين لاجئي غزة، من بينها المغرب، بالإضافة إلى بونتلاند وصوماليلاند.

ووفقاً للتقرير، فإن هذه الدول الثلاث تشترك في حاجتها القوية لدعم الولايات المتحدة، حيث تسعى بونتلاند وصوماليلاند إلى الاعتراف الدولي بهما، بينما يواجه المغرب نزاعاً إقليمياً مستمراً حول الصحراء الغربية المغربية.

وهذه العوامل السالف ذكرها أعلى المقال، جعلت من المغرب، وفقاً للتقرير، مرشحاً محتملاً لاستضافة لاجئي غزة في حال تم تنفيذ الخطة الأمريكية.

تصريحات ترامب تثير الجدل

وجاءت هذه الأنباء بعد تصريحات مثيرة للرئيس ترامب خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث قال إنه يعتقد أن الأردن ومصر “لن ترفضا” طلبه بقبول لاجئين من غزة. وأضاف ترامب: “لن يقولوا لي لا. أريد إخراج جميع سكان غزة. هذا سيحدث”.

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل متباينة، حيث رأى البعض فيها محاولة لفرض حلول أحادية الجانب على قضية إنسانية وسياسية معقدة، بينما اعتبرها آخرون جزءاً من سياسة ترامب الخارجية التي تعتمد على “التفكير خارج الصندوق”، كما وصفها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث خلال اجتماعه مع نتنياهو في البنتاغون.

المغرب والصحراء الغربية المغربية: أبعاد سياسية

ويأتي ذكر المغرب في هذا السياق كواحد من الوجهات المحتملة لإعادة التوطين، وذلك في ضوء العلاقات الوثيقة بين الرباط وواشنطن، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في ديسمبر 2020 كجزء من اتفاقية تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

لكن هذه الخطوة، إن تمت، ستضع المغرب في موقف دبلوماسي وسياسي حساس. فمن جهة، قد تُعتبر استضافة لاجئي غزة خطوة إنسانية تعزز مكانة المغرب كدولة إفريقية وعربية فاعلة.

ومن جهة أخرى، قد تثير هذه الخطوة انتقادات داخلية وإقليمية، خاصة من قبل حركات التحرر الفلسطينية والدول التي تدعم قضية الصحراء الغربية المغربية، والتي قد ترى في هذه الخطوة محاولة لتحويل الانتباه عن النزاع الإقليمي المغربي.

ردود فعل متوقعة

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الحكومة المغربية حول هذه التقارير، لكن الخبراء يتوقعون أن الرباط ستتعامل بحذر شديد مع هذا الملف، خاصة في ظل الأبعاد السياسية والقانونية والإنسانية المعقدة التي يتضمنها.

من جهة أخرى، قد تكون هذه الخطوة، إن تمت، جزءاً من استراتيجية أمريكية أوسع لتعزيز نفوذها في المنطقة، حيث أشارت تصريحات مسؤولين أمريكيين إلى أن الإدارة ترى في التعاون مع المغرب وإسرائيل مفتاحاً لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التكهنات حول مصير سكان غزة، يبقى المغرب في دائرة الضوء كواحد من الوجهات المحتملة لإعادة التوطين. لكن هذه الخطوة، إن تمت، ستكون محفوفة بالتحديات السياسية والدبلوماسية، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة والنزاعات المستمرة.

ويبقى السؤال الأكبر بحسب التقرير: هل ستقبل الرباط بهذا الدور الجديد، أم أن الاعتبارات الإنسانية والسياسية ستجعلها تتردد في الانخراط في هذه الخطة الأمريكية المثيرة للجدل؟ الإجابة قد تحددها الأيام القادمة، لكن المؤكد هو أن المغرب سيبقى لاعباً رئيسياً في المشهد الإقليمي، سواء قبل أو رفض هذه المهمة.

Share
  • Link copied
المقال التالي