لم تعد مظاهر اللامبالاة والاستهتار بالمستشفى الإقليمي خافية على أحد، فقد أصبح على حافة الإفلاس، بسبب الإهمال والتهميش الذي يتعامل به المسؤولون مع هذه المؤسسة الحيوية، التي من المفروض أن تكون على رأس الأولويات محليا واقليميا، لما تقوم به من أدوار رئيسية مباشرة لفائدة ساكنة إقليم سيدي قاسم، فمجرد زيارة خاطفة لهذا المستشفى ،تحس بحزن في الرأس وضيق في التنفس ،جراء تدني الخدمات الصحية وسوء المعاملة والذي يعري بوضوح عن ضعف التسيير والفشل في تدبير الشأن الصحي بإقليم سيدي قاسم.
وقد وقفت جريدة بناصا على جزء من المعاناة اليومية التي تعيشها ساكنة سيدي قاسم في هذا المستشفى الإقليمي الموسوم بالتردي على مستوى الخدمات الصحية للمواطنين المرضى بسبب ضعف التجهيزات وغياب أطباء متخصصين، والتماطل حتى في مسطرة دفن الأموات، الذي يؤكد بجلاء أن الصحة بسيدي قاسم ماعندها صحة، وأنها تعلن عن موتها السريري في مرفق حيوي فارغ من محتواه الصحي والخدماتي.
وفي سابقة من نوعها حصلت وقائعها بالمستشفى الإقليمي بسيدي قاسم، حيث زارت سيدة طبيبا متخصصا في التهاب المفاصل بمدينة القنيطرة بعدما تعذر عليها وجود اختصاصي في هذا النوع من الامراض بالمستشفى الاقليمي، لكن المصيبة هي بعدما عادت الى مدينة سيدي قاسم، وقد اقتنت وصفة الدواء التي نصح به البروفيسور الطبيب ،والتي هي عبارة عن حقنة وبعض الادوية الأخرى ،فقصدت السيدة المستشفى الإقليمي صبيحة الاحد فاتح شتنبر لطلب أخذ حقنة عادية.
غير أن المأساة بدأت عندما طلب المسؤول عن قسم التواصل من احدى الممرضات القيام بهذا الاجراء البسيط الذي لايكلف دقيقة من وقتها، فكان جوابها هو المكوث طويلا بغرفة مغلقة رفقة زميلتها ،ولما انتظرت السيدة طويلا، ولجت عند الطبيبة المسؤولة فمنحتها ورقة ترخيص قانونية من أجل الحقن بعدما عاينت وصفة الطبيب المختص، لكن الممرضة العنيدة رفضت مرة أخرى حقن السيدة ،وهي تقول بنرفزة عالية: هذا ماشي تخصصي، والكارثة الصحية أنه اذا كان المستشفى الإقليمي لايتوفر على أطباء متخصصين ، فهو أيضا بالضرورة لايتوفر على ممرضين وممرضات متخصصات في حقن المرضى بوصفات أطباء متخصصين ،ومساعدتهم على أخذ وصفاتهم الدوائية بشكل عادي، والحقيقة أن الشأن الصحي بسيدي قاسم يعاني من سوء التسيير وضعف التدبير، وغياب الحس الإنساني.
وقد عبرت ساكنة سيدي قاسم في محطات عديدة عن قلقها الشديد لما آل اليه الوضع الصحي بإقليم سيدي قاسم من تدهور وتراجع خطير ناتج عن غياب رؤية صحية حكيمة في التسيير والتدبير، فضلا عن اهمال صيحات المرضى وجمعيات المجتمع المدني ومختلف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ونهج سياسة الآذان الصماء.
تعليقات الزوار ( 0 )