Share
  • Link copied

المخرج البرازيلي ساليس: هناك ارتباط وثيق بين السينما والهوية

أكد المخرج وكاتب السيناريو البرازيلي، والتر ساليس، اليوم الاثنين، خلال حلوله ضيفا على فقرة “حوارات” بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن ارتباطا وثيقا يجمع السينما بالطريق نحو تملك الهوية.

وكشف مخرج “المحطة المركزية” (1998) كيف أن مقامه في فرنسا، بين 7 و 11 سنة، طبع اكتشافه لعالم السينما. “كنت شديد الشوق لبلادي. مقطوع الجذور في هذا الاغتراب، كانت السينما بابا نحو الأفق الأبعد، وسيلة لفهم أن العالم أوسع مما أتصور”، يقول ساليس الذي شكلت السينما ملاذه طوال فترة مراهقته.

يضيف المخرج الذي تقاسم مع رواد المهرجان تأملاته حول فن السينما وعلاقته بالهوية أن السينما تتجسد حينما يكون الشخص الذي يقف خلف الكاميرا جزءا عضويا من عصب الفيلم. بنبرة ساخرة، يقول “نبدأ فعلا في صنع السينما حينما يتوقف لدينا الانطباع بأننا نفعل ذلك”.

أفلامه تعكس مساءلة موصولة للهوية ونشدانا لتملكها. فهو يرى أن “المحطة المركزية” فيلم عن الرغبة في الانتماء.

عبر مسارات شخصياته، يستكشف والتر ساليس قلب البرازيل، لكن أيضا مسار الأب، الذي هو بمعنى ما بحث عن الذات. ويشير إلى أن “سنوات الاغتراب تغذي هذا البحث” موضحا أن وضعه كابن لشخصية دبلوماسية عمق حاجته الى الانتماء.

يفترض أن يكون التصوير مسلسلا للكشف، حسب ساليس الذي يشدد على أهمية الارتجال والتفاعل مع خيارات غير منتظرة.

وفي معرض استعادته لفيلم “أرض بعيدة” (1995)، أوضح المبدع البرازيلي كيف أن هذا الفيلم الذي تم تصويره عبر ثلاث قارات بطاقم محدود من 10 أشخاص، طبع مساره بتجربة فريدة. يتذكر قائلا: “كنا نكتب الفيلم كل مساء، انطلاقا مما حدث في ذات اليوم”.

أما عن علاقته بالممثلين، فقال “إنني أنتظر منهم أن يفاجئوني”، معربا عن إعجابه بالأشخاص الذين لا يتورعون عن استكشاف آفاق مجهولة. بالنسبة له، على الممثل أن يضع نفسه دائما في دائرة الخطر و “تسمية مشاعر لم نكن نعرفها بعد”.

كما أعرب المخرج البرازيلي عن أمله في العمل يوما مع المخرج الأمريكي الكبير وودي آلين.

وعلى صعيد آخر، أكد والتر ساليس على البعد الجماعي العميق للسينما. “لم أصور قط فيلما دون أن أشعر أني مدعو من طرف أشخاص آخرين لأكون جزءا من هذه المادة الفيلمية”. ولذلك، فإن الإخفاقات القليلة التي طالت بعض أفلامه تعزى لكونه لم ينجح في خلق هذه الدينامية الجماعية.

لا يخفي والتر ساليس حنينه الى “طراوة” أفلام السبعينيات، مبرزا أن الفوتوغرافيا، وخصوصا أعمال هنري كارتيي بريسون، كانت مدخلا لولوج عالم السينما.

يذكر أن فيلم ” المحطة المركزية” (1998) فاز بجائزة السيناريو من معهد صندانس الدولي لدعم السينمائيين، وجائزة الدب الذهبي وجائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة في مهرجان برلين، والتي نالتها فرناندا مونتينيغرو، إضافة إلى جائزة غولدن غلوب وجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا) لأفضل ممثلة غير إنجليزية، كما ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية وأوسكار أفضل ممثلة.

وحصل فيلمه “يوميات الدراجة النارية” (2005)، السيرة الذاتية التي تصور رحلة إرنستو تشي غيفارا وصديقه ألبرتو جرانادو عبر أمريكا الجنوبية سنة 1952، على ترشيحين لجائزة الأوسكار، وفاز بجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا) لأفضل فيلم ناطق بلغة غير الإنجليزية.

Share
  • Link copied
المقال التالي