أعرب المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، “عن أمله في تَحَسُّنِ مُعطيات السنة الهيدرولوجية ومعها الموسم الفلاحي، بعد أمطار الخير الأخيرة، مستعرضا الصعوبات المتصاعدة والإكراهات الحادة التي تتسم بها الأوضاعُ الاقتصادية والاجتماعية”.
وأكد المكتب في بلاغ توصلت “بناصا” بنسخة منه، “أن هذه الصعوبات “تجعلُ الحاجَــةَ ماسَّة إلى أن تكون، فعلاً، الحكومةُ الحاليةُ حكومةً سياسيةً قويةً تستطيع تَحَمُّلَ مسؤولياتها في إيجاد الحلول ومواجهة التحديات واتخاذ القرارات وتفسيرها أمام الرأي العام الوطني”.
ودعا التقدم والاشتراكية الحكومةَ بـ”عدم الاكتفاء بالإعلان عن النوايا، وبالتخلي عن مقاربة التدابير المعزولة. ويدعوها إلى المرور، بالمقابل، نحو اتخاذ القرارات الفعلية والملموسة والمُــتَّــسِقة، تفعيلاً للدور الاستراتيجي للدولة. وذلك من خلال بلورة خطة شاملة وواضحة ودقيقة وواقعية، تتضمن الإجراءات الكفيلة بِصَوْنِ السِّــلْمِ الاجتماعي، ودعم القدرة الشرائية للمواطنين، وإنعاش المقاولة الوطنية، والنهوض بحكامة المجال الاقتصادي”.
وعلى الحكومة، وفق بلاغ “الكتاب” التحلي بالجرأة في اتخاذ “إجراءاتٍ صارمة للحد من الغلاء الصاروخي للأسعار، خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان الأبرك. ويتعين في هذا الاتجاه التدخل لتقليص هوامش الربح الخيالية بالنسبة لشركات المحروقات، إعمالاً لمبدأ التضامن الوطني؛ واستعمال الأداة الضريبية والجمركية بما يُخفض من سعر البنزين والكازوال وباقي المواد الأساسية عند الاستهلاك؛ واعتماد المراقبة الصارمة من أجل ضبط أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات الأساسية؛ ومنع الاحتكار والمضاربات؛ والزجر الشديد لسماسرة الأزمات المؤثِّــرين سلباً في مسار التوزيع والتزويد؛ وترجيح أولوية تأمين تزويد السوق الوطنية على التصدير”.
وشدّد البلاغ على “ضمان الأمن الطاقي والغذائي والمائي لبلادنا، لا سيما من خلال إيجاد الحلول الناجعة والسريعة لإعادة تشغيل مصفاة لاسامير؛ وإعادة توجيه القطاع المائي والفلاحي نحو هدف الحفاظ على الثروات الطبيعية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليص اللجوء إلى الاستيراد، والحد من درجة الخضوع لتغيرات المناخ وتقلبات السوق الدولية. وفي هذا الصدد يُجدد الحزبُ دعوتَهُ من أجل تفعيل مبدأ التضامن الوطني، بشكل استثنائي وظرفي، لتوفير الموارد المالية الضرورية للقيام بهذا المجهود الوطني الكبير”.
ودعا في السياق ذاته، إلى “تمتين الجبهة الداخلية، في هذه الظروف الصعبة، من خلال تقوية حضورها السياسي والتواصلي، والشروع في الاهتمام بالفضاء الديموقراطي، ومُباشرة الإصلاحات الضرورية في مجال الحريات والحقوق والمساواة، وذلك بما يَــبُــثُّ نَفـــساً ديموقراطيًّا وحقوقيًّا جديداً في كافة فضاءات الحياة الوطنية، وبما يُسهم في تعبئة وحشد هِــمَــمِ مختلف فئات الشعب المغربي”.
وبشأن ظاهرة شغــب الملاعب، أوضح البلاغ أنه “بمناسبة الأحداث المؤسفة والمؤلمة التي شهدها المُجَمَّع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بالرباط يوم الأحد الماضي، إثر مباراة في كرة القدم. يُعرب حزبُ التقدم والاشتراكية عن استيائه ورفضه لأعمال الشغب والعنف المقلقة التي باتت تُــرافق بعض المنافسات والمناسبات الرياضية، مؤكدًا على أنْ لا شيء يُمْكِنُ أن يُـبَـــرِّرَ مثلَ هذه السلوكات ذات الأضرار المادية والمعنوية البليغة، وعلى أنَّ الرياضة يتعين أن تظل فضاءً للقيم والأخلاق، وللفائدة والاستمتاع والتلاقي والتنافس الشريف”.
وعَبَّرَ الحزب عن “يقينه في أنَّه من اللازم، إلى جانب المقاربة الأمنية الضرورية، اعتماد مقاربة شمولية تتحمل فيها كافة الفضاءات السياسية والجمعوية والتأطيرية والتربوية مسؤولياتها، لأجل تجاوز ظاهرة العنف والشغب الخطيرة في الملاعب الرياضية، وإذكاء الروح المواطناتية والقيم النبيلة والأخلاق الرفيعة بالوسط الرياضي، وبالمجتمع عموما”.
تعليقات الزوار ( 0 )