تفقد مدينة قلعة السراغنة يوما بعد آخر هويتها كمدينة لتتحول إلى أشبه بريف كبير في ظل صمت من المسؤولين وطغيان الفوضى على منظرها العام وإهمال وضعها. وتشهد المدينة احتلالا للملك العام بطريقة فجة ولم يسبق له مثيل. بل ان العديد من أحياء المدينة توسع فيها نشاط الباعة الجائلين بدون تنظيم وتضاعفت العربات المجرورة حتى باتت المدينة بعيدة على ان توصف بعاصمة الإقليم. وأمام غياب تدخلات حاسمة ومبتكرة من طرف السلطات الترابية أو المجلس البلدي، فإن المدينة تتجه لتفقد أي دور لها غير أن تصبح تجمعا سكانيا دون أن تحمل من صفات المدينة غير كونها تضم إدارات لا تتوفر في محيطها بالإقليم.
إلى ذلك لا تخطئ الملاحظة السريعة استفحال الفوضى في العديد من شوارع المدينة، التي تعرف بعضها تعطل إشارات المرور مند بدء انتداب المجلس الجماعي الحالي. اما حالة الطرقات بالمدينة فجد متردية، ويظهر أن بعض التجزئات السكنية الجديدة ايضا لا تضيف شيئا للمدينة على مستوى البنية التحتية أو جماليتها، لكنها فقط عبارة بقع سكنية لاغير.
ويرى بعض الناشطين على فايسبوك من أبناء المدينة أن الفوضى الذي تعيشها المدينة عل مستوى احتلال الملك العام أو السير أو الجولان أو الضجيج قرب المساجد، أو توسع استعمال العربات المجرورة أو مطرح النفايات…هو نتاج طبيعي للإهمال الذي تعيشه المدينة وغياب تصور واضح لدى مسيريها.
يدلل هؤلاء في حديثهم على هذا الإهمال الذي يمتد إلى تراجع نظافة المدينة، أنه بعض عشر سنوات الأخيرة لم يتغير مشهد المدينة الى الأفضل ولم تكسب حلة جديدة. ويرى بعضهم أن البنية التحتية لم يضف عليها شيء يستحق الاهتمام. يرجع البعض ممن تحدثت إليهم جريدة بناصا الإلكترونية إلى غياب مخطط واضح لتأهيل المدينة أو حتى رؤية قريبة تنقدها من الطابع الريفي الذي بات مهيمنا عليها. ويضيف هؤلاء أن التأهيل يحتاج إلى موارد مالية وهي كانت متوفرة ويمكن ايجادها، لكن الأصعب أن تغيب إرادة التأهيل والرؤية الواضحة لذلك.
تعليقات الزوار ( 0 )