Share
  • Link copied

“العيدُ” و”الإغلاقُ” يدفعانِ المواطنينَ لقطعِ مئاتِ الأميالِ على الأقدامِ

دفع القرار الذي اتخذته وزارتا الداخلية والصحة، الأحد الماضي، والقاضي بمنع السفر من وإلى 8 مدن مغربية، بالإضافة إلى عيد الأضحى، التي تصادف يوم الجمعة المقبل، العشرات من المواطنين، لقطع مئات الأميال على الأقدام، مكرهين، بعدما غادرت كل الحالات وأغلقت المحطات.

وبالرغم من أن هدف الوزارتين، من القرار المستعجل، كان ثني المواطنين المتواجدين بالمدن التي تعرف ارتفاعا كبيرا في عداد الإصابات، عن السفر، تفاديا لنقل العدوى، إلا أن النتائج كانت عكسية تماما، فإلى جانب من سافروا في سياراتهم وعبر الحافلات قبل توقفها عن دخول المدن المشمولة بالقرار، هناك من اختار الهروب على أقدامه.

وخرج العشرات من المواطنين من طنجة، مشيا على الأقدام، باتجاه المدن التي ينحدرون منها، لقضاء عيد الأضحى مع أسرهم وعائلاتهم، بعد قرار إغلاق المدينة ومنع الدخول أو الخروج منها، بسبب الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، المسجلة في عاصمة “البوغاز”.

وفي تصريح لأحد الأشخاص الذين أُجبروا على “الفرار” مشيا على الأقدام لـ”بناصا” قال:”كنت أخطط للعودة إلى مدينتي تارجيست، القريبة من الحسيمة، يوم الأربعاء، لكن بعد قرار منع الخروج من طنجة، وعدم إيجادي لمكان شاغر في الحافلات الني خرجت أمس، اضطررت للمغادرة مشيا على الأقدام، ومن حسن حظي، أني حين تجاوزت تطوان بقليل، أقلني أحد الأشخاص الذين ينحدرون من نفس مدينتي”.

متحدث آخر قال لـ”بناصا”:”أعمل في مدينة طنجة، وأسرتي تقطن في بلدة بني حذيفة، الواقعة بإقليم الحسيمة، كانت زوجتي وأطفالي في انتظاري لشراء الأضحية، لكن، وفي وقت غير متوقع، أصدرت الحكومة قرار الإغلاق، فقررت التوجه إلى المحطة الطرقية، التي كانت مملوءة عن آخرها، لم أجد مكانا، ما دفعني للمغادرة برفقة صديقي على الأقدام، كانت رحلة طويلة، قطعنا عشرات الكيلومترات في 24 ساعة، قبل أن يقلنا أحد سائقي الشاحنات، الذي أوصلنا لوجهتنا”.

وسبق أن وقع نفس الأمر، بعد أن أعلنت الحكومة، في النصف الثاني من مارس الماضي، دخول الحجر الصحي، وتوقيف التنقل بين المدن، حيث اضطر بعض الأشخاص للسير على الأقدام، إلا أن أعدادهم لم تكن كثيرة كما وقع ليلة الأحد-الإثنين، التي عرفت إحدى أكبر موجات النزوح الداخلية بالمغرب.

ويرى عدد من المراقبين، أن مناسبة عيد الأضحى كان لها تأثير كبير على فرار الآلاف من الأشخاص من المدن التي تم إغلاقها، صوب العمالات والأقاليم التي ينحدرون منها، باعتبار أن نفس الأمر حصل في مارس الماضي، غير أنه لم يتصادف مع أي مناسبة، لذلك كانت الأعداد التي اخترات المغادرة ولو على الأقدام، قليلة، عكس ما حدث يومي الأحد والإثنين.

وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، عدة مقاطع فيديو تظهر العشرات من المواطنين، يغادرون مدينة طنجة، سيرا على الأقدام، بعدما كانت السلطات قد قررت إغلاق المحطة الطرقية ومنع دخول الحافلات إلى المدينة، تنفيذا لقرار الداخلية والصحة القاضي بمنع السفر من وإلى 8 مدن مغربية، منها طنجة.

Share
  • Link copied
المقال التالي