شارك المقال
  • تم النسخ

العزلة عن العالم تُخرج سكّان دواوير نائية بالجنوب الشرقيّ للمغرب إلى الاحتجاج

أجبرت العزلة عن العالم الخارجيّ، العشرات من سكان دوار الصباب، المنتمي لبنتي تجيت بعمالة فكيك بوعرفة، على قطع ما يزيد عن الـ 30 كيلومتراً، للوصول إلى مركز الدائرة، مشياً على الأقدام، للمطالبة بفك العزلة التي يعانيها قاطنو المنطقة، وتوفير أبسط شروط العيش، على رأسها الكهرباء، والمواصلات.

ويعاني سكان الدوّار المذكور أيضا، من غياب إشارة الهاتف لكلّ شبكات الاتصال في المغرب، ما يدفع الأشخاص الراغبين في إجراء أي مكالمة، حتى حين يتعلق الأمر بطلب المساعدة أو سيارة الإسعاف، إلى قطع حوالي 5 كيلومترات صعوداً إلى أحد الجبال القريبة، بغيةَ التواصل مع العالم الخارجي، والعودة إلى البيت.

وعن الموضوع كتب بورمضان عيا، المتواجد مع المحتجين، في تدوينة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “ساكنة الصباب تنتفض من جديد وتطالب بحقها في الكهرباء وشبكة التواصل والمواصلات”، مضيفاً: “أن الساكنة تعاني كثيرا من مشكل التواصل والمواصلات /الريزو، منذ بداية 2009، إلى حدود 2021”.

وتابع عيا، وهو واحد من أبناء الدوّار المذكور، “إلى متى الصبر فنحن الآن نخرج في مسيرة مشيا على الأقدام حتى تتحقق مطالبنا فو الله عيب وعار على المسؤولين الذين لم يقدروا حتى على إصلاح شبكة التواصل والمواصلات في ظرف عشر سنوات، أي فشل هذا”، مختمماً تدوينته بالقول إن “للصبر حدود”.

وأوضح الناشط: “نحن سكان دوار الصباب والواقع في الجنوب الشرقي إقليم فكيك عمالة بوعرفة، والذي يبعد عن دائرة بني تجيت بمسافة ثلاثين كيلومتراً، لم نستفد من شبكة الاتصال والإنترنت، كما أننا نعاني من غياب التغطية الخاصة بالاتصالات في المنطقة المذكورة، ما يطرح الكثير من المشاكل، أبرزها عزل هذا الدوار عن العالم الخارجي”.

واعتبر بورمضان بأن دوار الصباب الذي يقطن فيه، يعيش في عزلة تامة عما وصلت إليه البشرية من تقدم تكنولوجي، خاصة في مجال الاتصال والإنترنت، منبهاً إلى أن الساكنة تجد صعوبات بالغة في إجراء أي اتصال في حالة وجود شخص ما في وضعٍ صحيّ يستدعي طلب النجدة والإسعاف لنقله إلى المستشفى.

وكشف المصدر نفسه، بأن هذا الوضع، يفرض على من يرغب في إجراء أي اتصال لطلب النجدة، الصعود إلى الجبل، البعيد بحوالي خمس كيلومترات، بغيةَ التقاط إشارة الهاتف لإجراء المكالمة، في حال الضرورة، أما بشأن الإنترنت، فيقول بورمضان، إنه غائب تماماً، وهو ما يتسبب في مجموعة من الصعوباب أيضا، ما دفع الساكنة للانتفاض.

وعن الموضوع ذاته، كتب الناشط بولعيد قرجيج، المنحدر من بني تجيت، القريبة من الدّوار المعنيّ، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “إذا كانت وكالة نازا تغزو الكواكب، والتكنولوجيا تتطور عبر العالم، يا حسرتاه على إقليم فكيك، في سنة 2021، هناك مواطنون يقطعون عشرات الكيلومترات على الأقدام في اتجاه دائرة بني تجيت”.

وأردف قرجيج في التدوينة نفسها، بأن مطالب هؤلاء السكان الذين خرجوا لقطع هذه الكيلومترات، هي “تثبيت لاقط هوائي يمكنهم من الاتصال والتواصل، بدل تسلق الجبال لالتقاط المكالمات، في مغرب التعليم عن بعد، ولالة الإدارة الإلكترونية”، على حد تعبيره.

وفي السياق ذاته، قال بورمضان عيا، في اتصال مع جريدة “بناصا”، إن الوضع في هذه المنطقة يفتقد لأبسط شروط العيش، مضيفاً أن دوّار الصباب، لا يتوفر على طريق معبدة، وحتى بعد أن أصلحوها جزئياً، ووضعوا فوقها “التوفنة”، دون أن “يزفّتوها”، أو يضعوا القناطر، ما جعلها تعود لحالة ما قبل الإصلاح الجزئي مباشرةً بعد تساقط الأمطار.

وأشار إلى أن المنطقة لا تتوفر على كهرباء، والسكان يستعلمون القنينات الغازية للإضاءة، ولا وجود أيضا لشبكة الماء الصالح للشرب، وحتى مشاريع الطاقة الشمسية لم يستفيد منها قاطنو الصباب، إلى جانب الغياب التام لشبكة الاتصالات منذ ما يزيد عن 10 سنين، بالرغم من كلّ المراسلات التي بعثت لحلّ هذا المشكل، والتي لم تحقق أي نتيجة.

ونبه المصدر ذاته، إلى أن السكان يعانون الأمرين خلال التنقالات، بسبب غياب وسائل النقل، في الوقت الذي توجد فيه مواصلات في العديد من المناطق المجاورة بدائرة بني تجيت، وهي أمور تسببت في مغادرة قاطني الصباب، والأماكن التي تعاني من نفس المشاكل، تباعاً، حاملين رحالهم إلى المدن أو القرى التي تتوفر فيها شروط عيش أفضل.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي