Share
  • Link copied

“الطّابور الخامس”.. هل ورّطت تصريحات ميّارة الجالية المغربيّة في إسبانيا؟

دعا النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، والقيادي في حزب الاستقلال، في تصريح مثير للجدل، الجالية المغربية المقيمة في البلدان الأوروبية، إلى المشاركة في العملية السياسية، خدمةً لمصالح المغرب.

وقال ميارة، خلال لقاء رمضاني نظمته منظمة المرأة الاستقلالية، إن أفراد الجالية، يجب أن يكونوا برلمانيين في البلد الذي يحملون جنسيته، من أجل الدفاع عن مصالح وطنهم (المغرب) عند الضرورة”.

وشدد ميارة على أهمية اندماج الجالية المغربية سياسيا، في الأحزاب بالدول التي يحملون جنسيتها، والمشاركة في الانتخابات، سواء البلدية أو النيابية، وتشكيل لوبي يدافع عن قضايا المغرب.

هذا الشقّ من تصريحات ميارة، التي تحدث فيها أيضا، عن نية المغرب استرجاع سبتة ومليلية دون خوض الحرب مستقبلاً، قد يتسبب في عواقب وخيمة على أفراد الجالية في الدول الأوروبية، حسب متابعين.

الطابور الخامس.. إساءة للهجرة والمهاجرين

جريدة “elconfidencial” الإسبانية، سلطت الضوء على التداعيات المحتملة لتصريحات ميارة، على واقع الهجرة، حيث قالت إن كلام ميارة، يسيء إلى الهجرة، من خلال رغبته في تحويل المهاجرين إلى “طابور خامس”.

وأضاف المصدر ذاته، أن ميارة، يسعى إلى تحويل المهاجرين المغاربة، إلى خدم لمصالح الرباط، في الدول التي يقيمون فيها، ما يثير الشكوك بخصوص مسألة الولاء للدولة التي تستضيفهم.

ونبه إلى أن ما قاله ميارة، يعد سابقة من نوعها، لم يتجرأ أحد من أمريكا اللاتينية أو رومانيا (نظرا لأن أغلب المهاجرين ينحدرون من أصولهما، إضافة للمغرب)، على الخوض فيه.

هدية إلى اليمين المتطرّف الإسباني

وفي هذا الصدد، قال الصحافي توفيق سليماني، إن ميارة، “عن قصد أو بدون قصد، أعطى هدية لليمين المتطرف الإسباني، خاصة فوكس والقوميين”.

وأوضح أن هذا التصريح، “بطعم جرعة أكسجين لفوكس”، متابعاً أن حديثه “سيستعمل على نطاق واسع ضد سانشيز والحكومة الحالية، وأنه يريد أن يقدم جرعة أوكسجين للحزب الشعبي القريب من حزب الاستقلال”.

ويرى متابعون، أن تصريحات ميارة، قد توظّف من قبل اليمين المتطرّف، من أجل التضييق على حريات المهاجرين المغاربة في العمل السياسي.

الصحافة الإسبانية تقلّل من تأثير المغرب على جاليته

ورغم ذلك، إلا أن الصحيفة الإسبانية، اعتبرت أن تأثير الرباط على مواطنيها في المملكة الإيبيرية، ضئيل، خصوصا في مجتمعات معينة مثل الباسك ومورسيا، التي تدير نشاطها الديني جماعة العدل والإحسان، المعارضة.

واعتبرت أن خير دليل على غياب التأثير، هو الحشد شبه المعدوم للجالية المغربية، ضد استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، في أبريل 2021، حيث تظاهر حوالي 30 مغربيا فقط.

واستشهد المصدر، بتقرير لجهاز المخابرات الإسبانية، صدر في 24 يونيو 2021، جاء فيه، أن “المخابرات المغربية، فعّلت مهمة مزدوجة، أولاً عبر حشد الجالية والجمعيات للتظاهر ضد قرار الحكومة الإسبانية”.

وثانيا، تتابع الجريدة، “من خلال إعادة تنشيط جميع الشكاوى والمطالبات التي قدمتها الجمعيات المختلفة، التي يديرونها، أمام القضاء الإسباني، وبالتالي خلق حالة من الرأي العام في الصحافة الإسبانية، تتعلق بمصالحهم”.

واعتبرت الجريدة، أنه “في كلتا الحالتين، لم تحقق تعبئة الجالية وإعادة التنشيط القضائي لبعض الشكاوي المفتوحة ضد قادة البوليساريو، الأهداف المحددة لها، خاصة في الحالة الأولى، حيث ضمنت التظاهرات عدداً قليلاً من الناس”.

جدير بالذكر، أن واقعة إبراهيم غالي، تحولت بالفعل إلى قضية رأي عام، مباشرة بعد الكشف عن وصوله إلى مستشفى لوغرونيو في سرقسطة، وأدت إلى زلزال داخل الحكومة الإسبانية، انتهى بانحيازها لصالح المغرب في ملفّ الصحراء.

Share
  • Link copied
المقال التالي