Share
  • Link copied

“الطريق إلى كابل”.. طالبان تواصل تقدمها والولايات المتحدة تهرّب دبلوماسييها

سيطر مقاتلو حركة طالبان اليوم السبت على مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ، آخر معاقل الحكومة الأفغانية في الشمال، في حين فرت القوات الحكومية باتجاه الحدود مع أوزبكستان، وفي هذه الأثناء تتحدث وسائل إعلام أميركية عن إخلاء السفارة في كابل خلال 72 ساعة.

وقال المتحدث باسم حركة طالبان “سيطرنا على مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ شمالي أفغانستان”.

وأكد مراسل الجزيرة أن القوات الحكومية أخلت القاعدة المركزية في مزار شريف وتتجه إلى المطار.

وبدورها، نقلت رويترز عن رئيس المجلس المحلي بإقليم بلخ، أفضل حديد، تأكيده سيطرة طالبان على المدينة، مضيفا أنها سقطت على ما يبدو بدون قتال.

وقال إن الجنود تركوا العتاد وتوجهوا نحو المعبر الحدودي، رغم استمرار الاشتباكات المتفرقة في منطقة واحدة قرب وسط المدينة.

وقال قائد القوات الموالية للحكومة إنه تم تسليم جميع المرافق الحكومية في بلخ لطالبان ضمن مؤامرة، مؤكدا أنه كان هناك مخطط لاعتقاله وهو الجنرال عبد الرشيد دوستم بعد سقوط مزار شريف.

كما أعلنت الحركة سيطرت مقاتليها مساء السبت على مركز ولاية لغمان شرقي أفغانستان، في حين قالت وسائل إعلام أفغانية إن الحركة باتت تسيطر على الطريق السريع بين كابل وجلال آباد.

ونقلت أسوشيتد برس عن مصادر محلية تأكيدها أن حركة طالبان سيطرت على ولاية دايكندي.

وفي وقت سابق اليوم السبت، وسعت طالبان سيطرتها داخل ولايات جديدة، من أبرزها بكتيا وبكتيكا ولوغر، وبذلك أصبحت الحركة على بعد 70 كيلومترا من العاصمة كابل.

وأفاد مصدر أمني -الجزيرة- أن مسلحي طالبان سيطروا على السجن المركزي في ولاية بكتيكا، وأطلقوا سراح جميع المعتقلين.

وشنت طالبان هجوما متعدد الجبهات على مزار شريف. وقال المتحدث باسم ولاية بلخ، منير أحمد فرهاد، إن مسلحي الحركة هاجموا المدينة من عدة اتجاهات، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة على مشارفها، حسب ما أفادت وكالة أسوشيتد برس.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، اليوم السبت، مقتل 172 عنصرا من طالبان، وإصابة 107 جراء عمليات عسكرية في عدة مناطق، خلال 24 ساعة الماضية.

وخلال أيام، تمكنت طالبان من السيطرة على مراكز 18 ولاية من أصل 34. ومن بين عواصم الولايات التي سقطت في قبضتها قندهار التي تعد ثاني كبرى المدن الأفغانية، وهرات ثالت أكبر مدينة، إضافة إلى غزني التي تقع على الطريق المؤدي إلى كابل، حيث تفصلهما مسافة لا تتعدى 149 كيلومترا.

معارك مستمرة

وبثت وسائل إعلام محلية صورا قالت إنها لحظة دخول مقاتلي طالبان مدينة شارنا، وفي الولاية ذاتها أكد المتحدث باسم الحركة أن منطقة “خير كوت” صارت تحت سيطرة مقاتليهم.

وتستمر المعارك في مدينة “غارديز” مركز ولاية باكتيا جنوب شرقي البلاد، إذ سيطر مقاتلو طالبان على نقطة تفتيش في المنطقة واستولوا على ذخائر وأسلحة.

وقالت وزارة الدفاع إن 22 مسلحا من طالبان قتلوا في غارة على ولاية بلخ شمالي البلاد الذي أصبح الجزء الأكبر منه تحت سيطرة مقاتلي طالبان إضافة إلى غربي البلاد وجنوبها.

كابل محاصرة

ومع سقوط ثاني وثالث أكبر مدن البلاد بأيدي طالبان، أصبحت العاصمة محاصرة فعليا وآخر موقع للقوات الحكومية.

ومع اقتراب مقاتلي الحركة من كابل، عقد الرئيس الأفغاني أشرف غني محادثات عاجلة مع زعماء محليين وشركاء دوليين اليوم السبت.

ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصادر رسمية أن الرئيس أشرف غني عين الجنرال سميع سادات مسؤولا للأمن والدفاع عن العاصمة كابل.

ويتمركز مقاتلو طالبان الآن على بعد 50 كيلومترا فقط عن كابل، مما جعل دولا أوروبية عدة -من بينها بريطانيا وألمانيا والدانمارك وإسبانيا- تسارع في سحب أفراد من سفاراتها هناك أمس الجمعة.

كما أعلنت هولندا وفنلندا والسويد وإيطاليا وإسبانيا أمس خفض وجودها في أفغانستان إلى الحد الأدنى، لافتة إلى برامج لإجلاء موظفيها الأفغان، وقالت ألمانيا أيضا إنها ستقلص طاقمها الدبلوماسي.

وفضلت دول أخرى مثل النرويج والدانمارك إغلاق سفاراتها مؤقتا، وأعلنت سويسرا التي لا سفارة لها إجلاء عدد من المتعاونين السويسريين ونحو 40 موظفا محليا.

تحركات أميركية

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر أمنية ودبلوماسية أنه سيتم إخلاء السفارة الأميركية في كابل خلال 72 ساعة وإبقاء بعض الموظفين.

ونقلت صحيفة بوليتيكو عن مصدر أميركي مطلع تأكيده أن عملية إجلاء موظفي السفارة الأميركية في كابل إلى المطار بدأت فعليا مع اقتراب طالبان من العاصمة.

وأضافت الصحيفة أن عدد من موظفي السفارة الأميركية وصلوا إلى مطار كابل تحت حماية أمنية مشددة.

وتلقى موظفو السفارة الأميركية أوامر بإتلاف أو إحراق المواد الحساسة، مع بدء إعادة انتشار 3 آلاف جندي أميركي لتأمين مطار كابل والإشراف على عمليات الإجلاء.

وفي سياق متصل، عقد الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس اجتماعا عبر الإنترنت مع فريق الأمن القومي لمناقشة الجهود الجارية لتخفيض عدد المدنيين الأميركيين في أفغانستان، وإجلاء المتعاونين الأفغان المتقدمين بطلبات للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة، ومتابعة تطورات الوضع الأمني.

وانضم إلى الاجتماع وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة ورئيس الأركان ومستشار الأمن القومي ومستشار الأمن الداخلي.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن دبلوماسيين أميركيين طلبوا من طالبان وقف التقدم وإلا فقد تواجه القوات الأميركية في كابل.

من جانبه، ذكر موقع أكسيوس أن الترجيحات لدى مساعدي الرئيس جو بايدن أنه لن يكون هناك وجود دبلوماسي أميركي دائم في أفغانستان بعد نهاية أغسطس/آب الجاري.

ونقل أكسيوس عن مصادر أنه سيتم سحب الـ3 آلاف جندي الذين أرسلوا إلى كابل للمساعدة في عمليات إجلاء المدنيين بنهاية هذا الشهر.

كما نقل موقع أكسيوس -عن مسؤول بارز في الخارجية الأميركية- أن السفارة الأميركية في كابل مفتوحة وأن واشنطن تعتزم مواصلة عملها الدبلوماسي في أفغانستان.

وذكر مسؤول في السفارة الأميركية للموقع أن نهاية أغسطس/آب ما زالت بعيدة وأن الإدارة الأمريكية لن تسمح لأحد بتخويفها أو التنمر عليها لدفعها إلى الخروج من أفغانستان، حسب تعبيره.

غياب المقاومة

وكان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي قال إن بلاده لم تتوقع غياب المقاومة لدى القوات الأفغانية لوقف تقدم حركة طالبان على الأرض.

وفي لقاء مع شبكة “سي إن إن” (CNN) التلفزيونية الأميركية، أضاف كيربي أن القيادة السياسية والعسكرية في أفغانستان تفتقد الإرادة لصد هجمات هذه الحركة.

وأعرب كيربي عن قلقه بشأن السرعة التي تتحرك بها طالبان، مشيرا إلى أن الظروف المتدهورة في أفغانستان تشكل عاملا رئيسيا وراء موافقة الرئيس جو بايدن على إرسال قوات إضافية.

Share
  • Link copied
المقال التالي