اعتبر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق، أن روح الربيع العربي ما تزال حية في قلوب الشعوب، وهي لم تقل بعد كلمتها الأخيرة.
وجاءت كلمة الأمير السابق لدولة قطر في سياق احتفال شبكة الجزيرة الإعلامية، في مقرها بالدوحة في ذكرى ربع قرن على تأسيس قناة الجزيرة القطرية تحت شعار “الجزيرة 25 عاماً.. نهج فريد”. بحضور رئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، وعدد من الشخصيات الفكرية والإعلامية البارزة، ومسؤولين في الشبكة، وعدد من مذيعيها وصحافييها.
وأشار الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق، إلى أن افتتاح قناة الجزيرة “يعد هدية قطر للعالم، لتكون منبراً للجميع وصوت الجماهير، مع التأكيد أن بلاده لم تخضع للضغوط والمساومات لغلقها، لالتزامها بمنبر حر للعرب”.
وقال حمد بن خليفة آل ثاني، والذي يعد مؤسس وراعي المشروع في كلمته “أقف أمامكم في ذكرى عزيزة على قلبي وعلى كل قطري وعربي ومؤمن بالإعلام الرصين في جميع أرجاء العالم، وهي الذكرى الـ 25 لانطلاق قناة الجزيرة، حيث أنه في مثل هذا اليوم الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1996، أطلقنا شبكة الجزيرة الإخبارية لتكون هدية قطر للباحثين عن الأخبار في العالم”.
قبل أن يستطرد بالقول: “كنا على إدراك تام منذ البداية أن هذا المشروع الإعلامي سيواجه عقبات كبرى، وأن خط تحرير الجزيرة سيكون تحدياً لقطر، وهو ما كان عليه الأمر، لأن الجزيرة شقت طريقها في بيئة غير مواتية، وكأنما تنحت في الصخر”. وأضاف: “لكننا توكلنا على الله، وتسلحنا بالمثابرة، ووضعنا نصب أعيننا الثمار العظيمة المرجوة من هذا المشروع، وهي خدمة المشاهد العربي، ليكون طرفاً في الحوار الإعلامي العالمي، لا مجرد متلق سلبي”.
وشدد الأمير السابق “أن انطلاق هذا المشروع لم يكن ممكناً، دون رصد موارد مالية، وجلب كوادر كفؤة، لكن التحدي الأكبر عند انطلاق الجزيرة، كان بناء نموذج إعلامي رائد، حيث لم تعرف المنطقة مثله مثيلاً، حتى أصبحت منبر كل العرب، ونافذتهم على العالم”.
وكشف الشيخ حمد بن خليفة، أن نجله الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الحالي، عبر عن عزيمة لا تتزعزع لاستمرار شبكة الجزيرة منبراً حراً، يخدم المشاهد في كل مكان، وعن التزام راسخ لدعم الشبكة بكل ما تحتاجه من إمكانيات لأداء وظيفتها ودورها ورسالتها النبيلة.
كما أكد أن أمير قطر رفض بحسم أن تكون الجزيرة موضع مساومة أو إملاء خارجي لأي ظرف من الظروف، على أن دعم الجزيرة ليس انحيازاً لرأي مخصوص، ولا دفاع عن وجهة نظر محددة، بل التزام بمبدأ الرأي والرأي الحر، وترحيباً بوجهات النظر الأخرى.
وشدد أنه يمكن انتقاد الجزيرة ومنافستها، لكن ليس من المقبول السعي لإسكاتها أو حرمان الناس من متابعتها، لأن الشبكة ليست مشروعاً احكارياً يسعى للانفراد بالفضاء الإعلامي، بل هي مشروع تحريري يسعى للإسهام في الفضاء العالمي وترشيده ليصبح أكثر تعددية، لهذا ظلت منبراً مفتوحاً للجميع دائما، وحتى لمن ينتقدها أو يتحامل على قطر.
وأضاف الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أن الجزيرة قدمت تضحيات وسقط منها شهداء أثناء عملهم، واحتُجز كثيرون وتعرض آخرون لمضايقات وأغلقت مكاتبها في عدد من العواصم (واستطرد أنها ستغلق مجدداً في بعضها)، لأنها تدفع فاتورة مهنيتها، واصطفافها مع الشعوب.
وصرح أن الشبكة واكبت الأحداث والتحولات التي شهدتها المنطقة على مدى 25 سنة، وكشفت للعالم الوجه الإنساني لأهل المنطقة، ولهذا كانت وستظل لساناً صادقاً.
كما تحدث عن مواكبة قناة الرأي والرأي الآخر تطلعات الشعوب العربية، لكنه عبر عن خشيته من أن يأتي يوم تغطي فيه الجزيرة مجدداً أحداثاً أليمة وجسيمة أخرى في العالم العربي، بسبب انسداد الأفق السياسي وعدم الاستماع لمطالب الشعوب.
تعليقات الزوار ( 0 )