وجد أعضاء المجلس الانضباطي لأحد أقسام الجدع المشترك أدبي بثانوية عبد الرحمان بن زيدان التأهيلية بمديرية مكناس، خلال الأسبوع المنصرم، أنفسهم أمام انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية قرارات الطرد والتنقيل من المؤسسة التي اتخذها المجلس في حق خمسة تلاميذ بعد أن حولوا الفصل الدراسي إلى مرقص بحضور الأستاذ، بحسب ما جاء على شريطي فيديو جرى تداولهما على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية.
وفيما عارض عدد كبير من المتفاعلين مع بلاغ المجلس المذكور توقيف التلاميذ عن الدراسة مهما كانت أفعال الشغب التي ارتكبوها، نوه آخرون بالصيغة التأديبية المتخذة في حقهم، معتبرين إياها الحل الأنسب لردع التلاميذ المتسببين في الشغب والفوضى داخل الفصول الدراسية.
ولم تمر سوى فترة قصيرة على الجدل الذي أثارته القضية على منصات التواصل الاجتماعي حتى خرجت مديرية مكناس ببلاغ كشفت من خلاله أن المؤسسة المعنية أكدت عبر بلاغ توضيحي “أنها تسهر على ضمان حق التمدرس المكفول لجميع التلاميذ بمن فيهم المعنيين بقرار مجلس الانضباط، حيث أنهم يتابعون دراستهم ويجتازون فروض الدورة الأولى إسوة بباقي زملائهم في المؤسسة، بتأطير شامل من طرف الأطر الإدارية والتربوية، كما عقد فيهم، في انتظار البت النهائي في القرار باتخاذ العقوبات المناسبة ذات الطابع التربوي في حق كل من أخل بالنظام الداخلي للمؤسسة”، بتعبير البلاغ.
تغيير المؤسسة وليس الطرد
تعليقا على تحميل مدير المؤسسة مسؤولية طرد التلاميذ من المؤسسة، قال مصدر مطلع إن المدير عضو من ضمن أعضاء آخرين بمجلس الانضباط، واصفا ما تم الترويج له بهذا الخصوص على الجرائد الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ب “الخيال العلمي”.
وأوضح في تصريح لجريدة “بناصا” أن أعضاء مجلس الانضباط هم الذين يصيغون القرار النهائي في حق التلاميذ الذين يصدر عنهم ما يخالف النظام الداخلي للمؤسسة.
وعن كون القرار المتخذ في حق هؤلاء لا ينسجم مع المذكرة الوزارية رقم 14/867 التي تعرف وسط نساء رجال التعليم ب “مذكرة البستنة”، قال المصدر ذاته إن إدارة المؤسسة لا مشكلة لديها في حال توصلها رسميا من المديرية بما يفيد أن قرار الطرد غير قانوني في عقد مجلس ثان لاتخاذ “العقوبات البديلة” في حقهم.
وردا على على القراءات التي اعتبرت أن قرار الطرد هو بمثابة حرمان التلاميذ من متابعة دراستهم، قال مصدرنا إن إدارة المؤسسة لا يمكن لها توقيف المسار الدراسي لأي تلميذ، لافتا إلى أن قرار الطرد يعني تغيير المؤسسة بمؤسسة أخرى تتواجد بمحيط جديد يتفاعل ويتعايش معه التلاميذ المعنيين.
الطوبة.. الشطيح والرديح
كشف مصدر “بناصا” أن فيديو “الشطيح والرديح” داخل القسم “نزل كالصاعقة” على إدارة المؤسسة في وقت كانت مجندة فيه لمحاربة ظاهرة الشغب التي تتجلى أسبابها في “شساعة المؤسسة وتواجدها بحي شعبي والخصاص الذي تعاني منه على مستوى الأطر الإدارية والهاتف الذي غزا جميع المؤسسات المغربية، بالإضافة إلى تأثير تعليق الدراسة بسبب جائحة “كورونا” بشكل طفيف على انضباط التلاميذ بعد العودة إلى التعليم الحضوري”، بحسب قوله.
واعتبر أن إدارة المؤسسة تحارب ظاهرة عدم انضباط التلاميذ “على قدر المستطاع”، مسجلا أن الموارد البشرية التي تتوفر عليها المؤسسات التعليمية “لا تتماشى مع ما يجب أن يكون”، وفق تعبيره.
ونفى نفس المصدر أن يكون فيديو “الطوبة في القسم” الذي انتشر بشكل واسع على المواقع الاجتماعية قد تم تصويره داخل ثانوية عبد الرحمان بن زيدان التأهيلية، معبرا عن ذلك بالقول: “حنا ما عندنا لا طوبة لا جاج”.
الأستاذ مغلوب على أمره
وعن تفاصيل شريطي الفيديو اللذين تم تصويرهما بأحد أقسام ثانوية عبد الرحمان بن زيدان التأهيلية، قال المصدر ذاته إن الشريطين يظهران تلاميذ يأكلون ويرقصون ويغنون أمام مرأى الأستاذ.
وعقب على قيام التلاميذ بتلك التصرفات غير التربوية بحضور الأستاذ دون اتخاذه لأي إجراء بالقول: “الأستاذ مغلوب على أمره وربما أصبح يخاف على نفسه من انتقام التلاميذ بعد مغادرة المؤسسة”، بحسب تعبيره.
وكشف أن القسم المعني بشريطي الفيديو سالفي الذكر يضم مجموعة من التلاميذ المشاغبين الذين تسعى إدارة المؤسسة إلى إصلاحهم، مرجعا سلوكاتهم اللاتربوية داخل الفصول الدراسية إلى الأحياء الشعبية “السوداء” التي ينحدرون منها.
تعليقات الزوار ( 0 )