يتوجه أغلب الراغبين في الهدوء والراحة إلى مناطق سياحية جبلية، حيث الشمس تسطع صافية ويهب الهواء نقيا والماء يجري في ينابيعه عذبا. لا تغري عظمة الجبال فقط الراغبين في الراحة والاستجمام، وإنما عشاق المغامرات وممارسي رياضات التسلق بمختلف أنواعها. لكن ومع غلق الحدود والمدن، وفرض شهادات تنقل استثنائية توقف بعض الهاوين عن ممارسة رياضتهم المفضلة وتوقف بعض أصحاب المآوي السياحية عن العمل.
من تاغية وهي قرية تقع بجماعة احنصال بإقليم أزيلال، عرفت بتاريخها العريق وشجاعة أهلها وكرمهم، وباحتضانها لثالث أخطر ممر جبلي في العالم، والذي يجذب هواة التسلق من جميع أنحائه. موقعها السياحي والمناظر التي تتواجد على طول الطريق نحو الممر كفيلة بأن تجعلها من الوجهات السياحية المفضلة وأيضا بأن تجعلها تتبوأ منصبا مرموقا في الاقتصاد لولا الطريق الوعرة المؤدية إليها وبعضا من التهميش.
بعد قطع طريق طويلة تشوبها الصعوبات والمخاطر لابد من الاستراحة. لهذا الغرض توجد مآوي سياحية يتكلف بها أبناء المنطقة حيث يستقبلون فيها الزوار ويقدمون لهم وسائل الراحة والاستجمام. لكن وتزامنا مع الأزمة الصحية وبعد غلق الحدود والمدن وفرض شهادات استثنائية توقفت النشاطات السياحية في هذه المنطقة بشكل نسبي.
محمد رزقي صاحب مأوى سياحي بقرية تاغية يقول:” انخفضت نسبة استقبال الزوار من 95% إلى 20% وذلك بسبب الأزمة الصحية”. مضيفا بأن “هذه الأزمة أثرت على السياحة الجبلية في جميع مناحيها فقد انخفضت مداخيلنا وانخفض عدد الزوار”.
في نفس السياق يقول محمد اوبنعلي مرشد سياحي في نفس المنطقة:”إن السياحة الجبلية تعاني من انخفاض شديد في عدد الزوار نتيجة فرض شهادات التنقل الاستثنائية والتي تمنع العديد من الراغبين في السفر وبذلك نصبح أمام أزمة اقتصادية نتيجة الأزمة الصحية”.
أثرت الأزمة الصحية وما فرضته من تدابير احترازية على ممارسي رياضة السفر الحر أو الترحال وهي رياضة تستهوي العديد من الشباب اليوم. كذلك الحال بالنسبة لعادل العمادي شاب يمارس هذه الرياضة منذ عشر سنوات إذ يقول:”بحكم هوايتي المتمثلة في الترحال فإن جائحة كورونا أثرت على نفسيتي بشكل كبير، لأن ممارستي لهذه الهواية تجعلني أخلق توازنا نفسيا وراحة نفسيىة، لأنني أجد متنفسي في الطبيعة من الضغوط النفسية للحياة اليومية، ولكن بسبب الجائحة فقد أصبح غير ممكن السفر أنا تشاء ومتى تشاء نظرا للإجراءات الوقائية التي نهجتها السلطات من أجل الحد من انتشار الفيروس ومن ضمنها منع التخييم في معظم الأماكن الجبلية في الوقت الذي نحتاج فيه السفر بعد ما يزيد عن 3 أشهر من الحجر الصحي”.
وأكد العمادي على أن:” هذا القرار ليس في محله، في رأيي، لأنه في الطبيعة يكون الأشخاص معزولون ومتباعدون على خلاف المقاهي ، الأسواق، الحدائق ووسائل النقل التي تعرف اكتظاظا”. وتابع قائلا:” إننا اليوم في حاجة لهذه الأنشطة للترفيه عن النفس كما أن المشي والتنزه لمسافات طويلة يساعد على تحسين القدرة الجسمانية وتحسين المزاج وبالتالي تحسن المناعة”.
تعليقات الزوار ( 0 )