“السمك” من المغرب و”العدس” من كندا و”الهليون” من الصين: واقع محلات “السوبر ماركت” الإسبانية

تستمر مظاهرات المزارعين الإسبان لليوم السادس على التوالي وسط إغلاق السلطات الطرق المؤدية إلى العاصمة مدريد، ويطالب المزارعون باتخاذ تدابير لمكافحة ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض الأرباح والمنافسة غير العادلة مع المنتجين من الدول خارج الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحافة الإسبانية، إنه في الوقت التي تشهد في البلاد احتجاجات الفلاحين، وقطعهم للطرقات السريعة للمطالبة بمستقبل أفضل، تغمر المتاجر الكبيرة في جميع أنحاء البلاد ممراتها بمنتجات قادمة من الخارج، مما يزيد من اتساع الفجوة بين ما يُزرع وما يؤكل.

وعاينت صحيفة vozpopuli الإسبانية بعدد من محلات “السوبر ماركت” الرئيسية، نظير Mercadona وAhorramas وBM، في منطقة Ensanche de Vallecas، أن أغلب المنتجات التي تعرضها الأسواق الكبرى قادمة من الخارج، لاسيما من المغرب وفرنسا وكندا والصين.

وسجلت الصحيفة، وجود كميات هائلة من الفاصوليا الخضراء والأفوكادو المغربية في جميع محلات السوبر ماركت، مشيرة إلى أن إسبانيا تتوفر على 18000 هكتار من الأفوكادو، 13000 منها في الأندلس (ملقة لديها 8000)، بينما يتم جلبها من الخارج بسعر مبالغ فيه 4.99 يورو للكيلو الواحد في BM و4.49 في ميركادونا.

أما البطاطس فتأتي من فرنسا، البلد نفسه الذي لا يترددون فيه في رمي المنتجات الإسبانية على الأرض من أجل الدفاع عن منتجاتهم، وفي ميركادونا يباع بسعر 1.89 يورو للكيلو الواحد، ويأتي من جنوب أفريقيا، وفي أهوراماس بسعر 2.59 يورو لكنه منتج وطني، والطماطم الكرزية من المغرب، والبطيخ من البرازيل، والتفاح الفرنسي، والعنب من البيرو، والأناناس من كوستاريكا.

وأكدت الصحيفة أن الحمص والعدس والفاصولياء لا تأتي من إسبانيا، في حين يتم جلب الحمص من المكسيك، والعدس يأتي من كندا والفاصوليا بينتو من الأرجنتين، ويبدو أن الأرز وحده هو الذي ينجو من رهاب الأطعمة الوطنية الإسبانية في محلات السوبر ماركت.

كما يتم جلب الهليون الأبيض، بحسب الصحيفة من الصين، والأنشوجة، عنصران بارزان في فن الطهي بإسبانيا، يأتيان من المغرب في قسم المعلبات في المتاجر الكبرى الوطنية، وهي بانوراما تؤكد حق المزارعين الذين ينزلون إلى الطرق السريعة وشوارع المدن الإسبانية الرئيسية هذه الأسابيع من أجل الاحتجاج، وفق تعبير الصحيفة.