Share
  • Link copied

السليمي: “شرقي 2025”.. مناورات عسكرية تفتح ملف الصحراء الشرقية وتُزعزع النظام الجزائري

اعتبر عبد الرحيم المنار السليمي، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل السياسي ورئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، أن المناورات العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات الفرنسية، والمعروفة باسم “شرقي 2025″، بمثابة إعلان غير مباشر عن فتح ملف الصحراء الشرقية المحتلة.

وأشار السليمي في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقا) إلى أن هذه التسمية كانت كافية لإثارة قلق النظام الجزائري، الذي شعر بأن فرنسا بدأت في تصحيح موقفها تجاه هذا الملف الحساس.

ووفقًا للسليمي، فإن تسمية المناورات العسكرية بـ”شرقي 2025″ ليست مجرد صدفة، بل تحمل دلالات سياسية عميقة. فكلمة “شرقي” تشير بشكل واضح إلى الصحراء الشرقية، وهي منطقة حدودية متنازع عليها بين المغرب والجزائر.

ويرى المصدر ذاته، أن هذه التسمية كانت كافية لزعزعة أركان النظام الجزائري، الذي شعر بأن فرنسا، الشريك التقليدي للمغرب، بدأت في إعادة النظر في موقفها تجاه هذا الملف.

وفي ظل تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، أثارت المناورات العسكرية المشتركة المقررة بين فرنسا والمغرب، والمعروفة باسم “شرقي 2025″، قلقًا كبيرًا لدى الجارة الشرقية.

ووُصفت هذه المناورات، المقرر إجراؤها في سبتمبر 2025 بمنطقة الرشيدية المغربية القريبة من الحدود الجزائرية، من قبل الجزائر بأنها “استفزازية” قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإقليمية وتزيد من حدة التوترات القائمة.

وعبرت الجزائر، عبر وزارة الخارجية، عن قلقها البالغ إزاء هذه المناورات العسكرية. واجتمع الأمين العام للوزارة، لوناس مقرمان، مع السفير الفرنسي في الجزائر، ستيفان روماتيه، لمناقشة الموضوع.

وخلال الاجتماع، أكد مقرمان على المخاطر التي تمثلها هذه المناورات على استقرار المنطقة، محذرًا من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.

وطلب مقرمان من فرنسا تقديم توضيحات رسمية حول موقفها من “شرقي 2025″، داعيًا السفير الفرنسي إلى نقل مخاوف الجزائر إلى حكومته. وأكد أن هذه الخطوة قد تكون لها عواقب خطيرة في ظل الظروف الحالية المتوترة.

وتعد “شرقي 2025” المناورة العسكرية الثانية من نوعها بين فرنسا والمغرب، وهي مزمعة أن تبدأ في 22 سبتمبر 2025 بمنطقة الرشيدية، على بعد أقل من 100 كيلومتر من مدينة بشار الجزائرية.

وتم التخطيط لهذه المناورات خلال اجتماع عقد في مقر القيادة العسكرية الفرنسية بسلا في ماي 2024، بهدف تنسيق الموارد والمعدات بين البلدين. ومن المقرر أن تجري التدريبات في مراكز تدريب محددة، مثل مركز تدريب المدفعية “رحمة الله” و”أفريدو”.

وترى الجزائر أن قرب هذه المناورات من حدودها يشكل تحديًا مباشرًا لأمنها الوطني وعاملًا مزعزعًا لاستقرار المنطقة. وقد جاءت هذه الخطوة في وقت تعاني فيه العلاقات الجزائرية-الفرنسية من توترات متزايدة، خاصة في ظل الخلافات حول الاتفاقية الهجرة لعام 1968، والتصريحات الأخيرة لمسؤولين فرنسيين حول الجزائر، ورفض النظام الجزائري التعاون في قضايا قنصلية حساسة.

والتوترات بين الجزائر وفرنسا ليست جديدة، حيث تتأرجح العلاقات بين البلدين بين فترات من التحسن وأخرى من التدهور. ومع ذلك، فإن المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية أضافت طبقة جديدة من التعقيد إلى هذه العلاقات الهشة.

ففي الوقت الذي تسعى فيه فرنسا إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية مع المغرب، ترى الجزائر في هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لمصالحها الأمنية والإقليمية.

وفي ظل هذه التوترات، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، خاصة مع تصاعد الخطابات العدائية من الجانبين.

وقد حذرت الجزائر من أن هذه المناورات قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في منطقة تعاني بالفعل من تحديات أمنية وسياسية متعددة.

من جهتها، تعتبر فرنسا أن المناورات العسكرية مع المغرب جزء من تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الفرنسية لدعم حلفائها في شمال أفريقيا، في وقت تسعى فيه باريس إلى تعزيز نفوذها في المنطقة.

وفي ظل هذه التوترات المتصاعدة، يبدو أن العلاقات الجزائرية-الفرنسية مقبلة على مرحلة جديدة من التحديات، خاصة مع استمرار الخلافات حول المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية.

Share
  • Link copied
المقال التالي